مسقط – العربي
احتفلت وزارة الصحة اليوم الخميس بإطلاق “الدليل الوطني للسل” الذي أعدته المديرية العامة لمراقبة ومكافحة الأمراض، بالتعاون مع نخبة من المختصين من مختلف المجالات المتعلقة بالوقاية والتشخيص والعلاج والصيدلة وتقديم الرعاية على مستويات الرعاية الأولية والثانوية والثالثية، ويأتي هذا الدليل ضمن إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية للقضاء على السل وتماشيا مع الركائز التي قامت عليها وهي الوقاية والتشخيص والعلاج والتعزيز ويعد هذا الدليل مرجعا علميا للعاملين في هذا المجال.
رعى حفل إطلاق الدليل سعادة الدكتور محمد بن سيف الحوسني – وكيل وزارة الصحة للشؤون الصحية وبحضور سعادة الدكتور جان جبور ممثل منظمة الصحة العالمية في سلطنة عمان، وعدد من المسؤولين والمعنيين بالحدث من مختلف القطاعات الصحية بالسلطنة.
تزامن مع إطلاق الدليل الوطني للسل، تنفيذ ورشة تدريبية استهدفت جميع نقاط الارتكاز في المحافظات من أجل تدريبهم على العلاج المجتمعي المباشر لمرضى السل.
وذكر أحد المختصين من وزارة الصحة أن هذا الإطلاق أتى تتويجا لسنوات من العمل المشترك المتواصل مع العاملين الصحيين المعنيين بمرض السل في القطاعين الحكومي والخاص لتوفير أفضل رعاية صحية لفئات المجتمع المختلفة.
وأكد على أن أهم الرسائل التوعوية التي ينبغي مشاركتها وبثها بين أفراد المجتمع في الوقت الراهن هي أن مرض السل يمكن الوقاية منه وعلاجه والتشافي منه كما ينبغي الترويج لإنهاء الوصم والتمييز الناجمين عن السل، إضافة إلى نشر الوعي عن أهمية تشخيص وعلاج السل الكامن في الفئات الأكثر عرضة للمخاطر مثل المخالطين لحالات السل خاصة الأطفال والقادمين من الدول ذات معدل الإصابة المرتفعة بمرض السل والمرضى من ذوي المناعة المنخفضة.
كما ركز على أهمية تضافر الجهود سواء على مستوى الأفراد أو المجتمع أو المؤسسات لتضاف إلى الجهود العالمية للقضاء على هذا الوباء الصامت مع مواصلة العمل على الاستثمار في البحوث العلمية وطرق الوقاية من السل مثل اللقاحات الناجعة للوصول الى الأهداف المنشودة.
وبرغم أن عقودا طويلة مضت على اكتشاف مرض السل إلا أنه ما زال يُعد واحدا من أكثر الأمراض المعدية فتكًا في العالم بحسب منظمة الصحة العالمية، حيث يصاب بمرض السل يوميًا ما يقرب من 000 28 شخص ويتسبب السل في وفاة أكثر من 4100 شخص الأمر الذي حدا بالأمم المتحدة لإدراج مبادرة القضاء على السل ضمن الغايات الصحية المحددة في أهداف التنمية المستدامة.
ورغم الجهود المبذولة لإنهاء السل فقد قوضت جائحة كوفيد-19 سنوات من التقدم المحرز في هذا المجال، فلأول مرة منذ أكثر من عقد، سجلت الوفيات الناجمة عن السل ارتفاعا في عام 2020 بعد سنوات من الانخفاض المتوالي.
وتعد سلطنة عمان من الدول ذات معدل الإصابة المنخفضة بمرض السل بنسبة تقل عن 10 لكل 100,000 نسمة، (5.2 /100,000 في 2120) بمعدل تناقص وصل إلى 2% تقريبا في العشر سنوات المنصرمة، أما بالنسبة للوفيات فقد سجلت 26 حالة وفاة في 2021. وقد أطلقت سلطنة عمان الإستراتيجية الوطنية للقضاء على السل والتي ستنفذ على مراحل حيث تهدف السلطنة من خلال هذه الإستراتيجية إلى خفض نسبة الإصابة إلى أقل من 100 لكل مليون بحلول عام 2035 وذلك للوصول إلى ما يسمى بمرحلة ما قبل القضاء على السل عن طريق خفض الإصابة بنسبة 90 بالمئة وخفض الوفيات بنسبة 95 بالمئة قياسا على الوضع الوبائي لعام 2015.