“سلطان بن سلمان : وشهادة للتاريخ” بقلم: د. طلال بن سليمان الحربي
هو أيقونة العمل الخيري، خاصة في مجال دعم وتمكين ومتابعة شؤون ذوي الإعاقة، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، رائد الفضاء الأول، والذي أخذ على عاتقه حمل الأمانة التي كلفه بها سيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ويطيل لنا في عمره، حيث أن هذا الملف تحت مجهر الاهتمام الكبير لسيدي خادم الحرمين الشريفين من قبل توليه الولاية وحمله لأمانة الحكم في المملكة، وما اختياره رعاه الله للأمير سلطان إلا لأنه يعلم جيدًا أن يضع ثقته، ويعلم جيدًا مدى الحرص الشديد من سموه في دعم مسيرة نمو وتطور ملف ذوي الإعاقة.
كثيرٌ هي المرات والأحداث التي كنا على تواصل مباشر مع سمو الأمير سلطان، ونعلم جيدًا ليس فقط ما هي توجيهاته، بل كيف يباشر بنفسه ويتابع ويتأكد من كل كبيرة وصغيرة، وهذه ليست بغريبة على أسلوب سموه في العمل، ولكن دائمًا ما يكون أكثر حرصًا وتمعنًا فيما يتعلق بملف ذوي الإعاقة، وهو يسأل ويستفسر ويتواصل، ويُشعِر الجميع أن الأمر لا يمكن إلا أن يكون على أكمل وجه وبأفضل الطرق والوسائل.
كذلك اهتمام سموه الكبير بالغ الأهمية ورئاسته جمعية الأطفال ذوي الإعاقة، فهو ينظر بتفكير إستراتيجي متطور، أن هؤلاء الأطفال من ذوي الإعاقة، هم من سيحملون الأمانة في تقويم وتطوير ومتابعة كل الأنظمة العاملة في شؤون ذوي الإعاقة، وهم من سيكونون النموذج الذي يُبنى عليه لأجيال المستقبل، ليس فقط من ذوي الإعاقة، بل أيضًا من الذين ليس لديهم إعاقة الذين لا بد وان يتعلمون كيفية التواصل وأهمية الدمج والتمكين لذوي الإعاقة في المجتمع.
سموه يولي الدعم الكبير لمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة، من حيث الدعم المادي والتقني والمعنوي، وهذا المركز على وجه الخصوص له من المساهمات والإنجازات الكثير، ليس فقط محليًا بل على مستوى العالم كله، لأن العمل في هذا المجال يحتاج إلى تكاتف كل شعوب ومنظمات ودول العالم، ولله الحمد في الخمسة سنوات الأخيرة أصبحنا من الرواد، ولدينا العديد من الإنجازات على أرض الواقع، وكل هذا الفضل بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، يعود إلى حنكة واهتمام سمو الأمير سلطان، وبكل تأكيد بدعم من ولاة الأمر.
نحتاج إلى المزيد من العمل في ملف ذوي الإعاقة في المملكة، والأهم هو نشر الوعي والاهتمام بالأنظمة والإلتزام بها، حكومتنا الرشيدة لا تُولي جهد، لكن هنالك مسؤوليات كبيرة تقع على عاتق مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص على وجه التحديد، لأن الاندماج والتمكين يعني المزيد من الفرص الاستثمارية والمزيد من العوائد والفوائد الإيجابية، وهذه هي أهم أهداف سمو الأمير سلطان بأن يصل إلى مجتمع متواصل يعمل فيه الجميع كلٌ على حسب مسؤولياته وواجباته، ذوي إعاقة وممن ليس لديهم إعاقة.