مقالات

“غياب الإحتراف المنظّم !” بقلم فاضل بن ربيع المزروعي

من فترة لأخرى تطالعنا الصحف المحلية أو مواقع التواصل الإجتماعي نية بعض الأندية التعاقد مع عدد من لاعبينا خصوصا أولئك الذين يبرزون في بعض المناسبات الرياضية الكروية كالتصفيات أو الدورات الإقليمية فتضع الأندية أعينها عليهم طمعا في كسب اللاعبين وتدعيم صفوفها سواء مع بداية الموسم أو في نصفه الثاني.

وسجل اللاعب العماني في السنوات الماضية تجارب إحترافية كانت ناجحة بكل المقاييس وأثبت لاعبنا حضوره القوي ، كما فعل حارس منتخبنا الوطني على الحبسي الذي إحترف لأربعة عشر عاما في أوربا وبالتحديد في الدوري الإنجليزي وتجربة قصيرة في النرويج ، وأمثلة أخرى ناجحة سطرها كل من أحمد حديد مع الاتحاد السعودي وعماد الحوسني مع الأهلي السعودي والنصر وتجارب أخرى في قطر، وأحمد كانو مع الأهلي السعودي والعين وعدة أندية في قطر، ودوربين وعايل وربيع وطلال والشيبة والعجمي ، والقائمة تطول خصوصا من خلال كوكبة الجيل الذهبي لكرتنا العمانية في بداية الألفية الثانية .
بعدها غاب اللاعب العماني ولم تكتب أي تجارب احترافية ذات صدأ عالى ، وأقتصرت على تجارب قصيرة معظمها للأسف لم تكلل بالنجاح ، وذلك لعدة أسباب لعل من أبرزها غياب نظام مؤطر لإحتراف اللاعب العماني يوضح خط سير الإحتراف من أول المفاوضات مرورا بالتوقيع والحقوق ونهاية بفسخ العقد حتى يحفظ الطرفان حقوقهما وواجباتهما، كما أن اللاعب العماني يفتقد للتسويق الصحيح فلا يملك مدير أعمال ولا ملف شخصي( بروفايل) يوثق مسيرته وأبرز مهاراته وأدواره وفق المركز الذي يلعب به .

في السنوات الأخيرة ظهرت العشوائية في التعاقد مع عدد من لاعبينا حيث كان الفشل نهاية معظم هذه الصفقات لأنها غير مبنية على أسس سليمة.

فمجرد أن يقتنع النادي الخارجي بمستوى أحد لاعبينا ،يتم التواصل معه بشكل مباشر أو من خلال علاقات أحد إداريي ذلك النادي أو بلاعب سابق أو إداري أو مدرب للتواصل مع اللاعب ثم ناديه للإتفاق معه دون أن يسلكوا الطريق السليم للتعاقد ،الأمر الذي يزعج كثير من الأندية فترفض وتنشأ مشكلة بين اللاعب وناديه ،وغالبا ترضخ الأندية من مبدأ مصلحة اللاعب،من جانب إنساني وليس مهني !

مثل هذه التجارب للأسف غير مدروسة إلى جانب كما ذكرت تمت بطرق غير إحترافية ، لأن اللاعب بعد ذهابه يجد نفسه وحيدا دون تهيأة أو توجيه فقد يجد صعوبة في التأقلم مما يشكل عليه ضغطا نفسيا قد يتسبب في فشل الصفقة والعودة بعد رحلة قصيرة فاشلة.

ما يساهم على عدم توفيق ونجاح وإستمرار التجارب الاحترافية الأخيرة عدم متابعة اللاعب وتوجيهه ،لدرجة أن بعض اللاعبين يصابون مع أنديتهم دون معرفة الإصابة ومدى درجة صعوبتها ما يؤكد غياب التواصل مع اللاعب.

وفي الآونة الأخيرة هبت الأندية العراقية على لاعبي المنتخب ، وأعلن أكثر من نادي رغبته في التعاقد مع لاعبينا خصوصا بعد تألق بعضهم في دورة كأس الخليج ، فظهر إسم عصام الصبحي وجميل اليحمدي وأرشد العلوي وثاني الرشيدي والمنذر العلوي ،وتمت فعلا صفقة الصبحي الذي ينشط حاليا مع القوة الجوية ، ولعل المنذر العلوي الأقرب للإلتحاق بالصبحي في الدوري العراقي،ونأمل أن نكون قد إستفدنا من التجارب السابقة ،كما نأمل أن ينظّم الاحتراف الخارجي للاعبينا من خلال نظم وقوانين وشروط يلتزم بها اللاعب والنادي المنتمي له وناديه الجديد وذلك إلتزاما وحفظا لحقوق جميع الأطراف .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى