أدبيات

“2020 على المسرح” بقلم : عذاري محسن الحراصية

من بين حضور العالم لمسرح الحياة في مبنى الأرض الواقع بالدنيا، وبينما  أنا في الجزء العلوي من المدرجات حيث يمكث الأكبر سنّاً من بين جميع الحضور في المدرجات الأولى وقد يكون هذا سبب الرؤية الواضحة المنكشفه لديهم لكل المشاهد ووصول الصوت بجلاء ووعي المقصد، بينما الأصغر سنّاً من بيننا في المدرجات الأخيرة لذلك يعمل أصحاب المدرجات الأولى على شرح المشاهد لهم بعد ذلك أما المسنين فلا طاقة لهم لضوضاء المسارح فهم يكتفون بمتابعة المشاهد الصامته، وعلى هذا التقسيم وبامتلاء مبنى المسرح، سُلط الضوء على أبطال مسرح هذا العام حيث تبين بظهور أوجه جديده، وكانت بمثابة المفاجأة  وما بعد تبيّنت مفاجآت هذا العام بالتدريج..
أُغلق الستار لبضع دقائق عن أعين الحضور لبدء المشاهد بعد أن أعطى أبطالنا نبذه بسيطة عنهم لتحدث ضجة بسيطة ببساطة التعريف.. تصور البعض بأن المسرح سيكون تراجيدي بحضور شخصية تراجيدية في مسرح حديث معاصر، حيث إعتقد البعض الآخر بالمُلهاة الدامعة..

وهناك آخرون أغلقوا باب النظرة التصورية وأعطوا التخمينات عن عقولهم فهم يكتفون بعيش الأحداث كما هي فلا إشكاليه لديهم بنوعيتها.. أعتقد بأن الأغلبيه تأهبوا بضبط مشاعرهم، وأعدوا ذواتهم تحسباً لأي حركة طارئة.. ويفتح الستار من جديد ليبدأ سرد الأحداث المجهولة لتكون واضحة أمام ناظر التخمينات والتصورات..

قبل الحدث الأبرز..  في الغرب من آسيا حيث أمطرت السماء قتلاً..وغيرها الكثير من الحفر الناجمة من إنغراس الأسهم السياسية الساخنة..  ومع تلك الأحداث الملتهبة إلى المنطقة الواقعة في الجنوب من شرق أسيا كان هناك نداء إستغاثه بلغة على ما يبدو أنها لغة الحيوانات الكومنولث الأسترالية  حين ظهرت النار بدور وحش جائش ثائر لا يرى إلا الإلتهام فعلاً والغضب شعوراً إستعرض خلالها مشاهد النفوق المشؤوم.. كان ممن يحملون كل شيء تاركي اللاشيء ولكن غيث السماء ظهر كنهاية للمشهد كعادته لبداية جديدة.. ومع هادر الرعد وإهتزاز الأرض وغيم رمادي ظهر ذلك الثائر الآخر ليصهر كل ما هو في خط طريقه ويصبغ ما حوله بلون الرماد  على مسافة السبعين كيلومترات من جنوب مانيلا الفلبينيه.. ومنه لاهتزاز صفائح تركيا معلنة الزلزال الكبير.. ولم تسلم الهند كالأخريات من إنهيار الجليد.. وتتيتم عُمان هي الأخرى وتمتليء بتعازي العالم وتمتزج في حينها  بتهانيه بخير الخلف.. وغضب الشعوب إستمر في وسط المسرح لتحريك إحدى التيجان الملكية من مكانه….
وبسخونته جعل الحضور يتنفسون الصعداء بإنتهائه… فتتسارع النبضات بظهور الدور الأبرز للوجه الجديد الذي مر بين الزحام ليقتلع منشورات الحرب العالمية الثالثة ويستحوذ عليها في جيبه مقتحماً ديار الجميع ليعلن الفتك دون حرب.. وأثار حرب دون محارب.. عازلاً كل الأَدوار عن أُخراها.. موفراً بدَوره عليهم جميعاً.. متلبساً دور قالب السحر على الساحر… وما زال يستعرض قواه وتواجده الشاسع.. وبهذا قد نكون وصلنا لمنتصف العام وعن القادم لا نعلم سوى توقعات..وقد أكون معاصره للقادم من الأحداث أو لا أكون ولكنني آمل أن تسقط حبات البرد وتعصف نسائم السلام بالمسرح من جميع الإتجاهات وتفتح كل المنافذ ليعبر نور الإشراق… في الختام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى