مقالات

” يومين ويسكتوا ” بقلم : إسحاق الحارثي

أكاد أجزم أنه ورد إلى مسامع البعض منكم هذه العبارة *“يومين ويسكتوا”*
مصطلح للأسف الشديد يتخذه البعض من يملك أن يفرض موقفاً ما كيفما يشاء دون مراعاة لتبعات هذا الأمر مادياً ومعنوياً، وما يحز في النفس أن الأمر أخذ يتبعه الكثير من يريد تمرير أمر ما، بل انتشر بقوة لدرجة أصبحنا نسمعه في أماكن عدة ويتناقل بين مختلف طبقات المجتمع ويكاد يكون هذا المصطلح أو تلك العبارة محفوظة عن ظهر قلب  حينما نسمع عن أمر ما يمس شريحة كبيرة من المواطنين من يعنيهم الأمر وفي مختلف المصالح ،وأول مبررات من لجأ لهذا الأمر أي كان سواء على محيط داخلي كمجتمع أو محيط خارجي على مستوى خاص أو عام  وهو متوقع ردة الفعل سوف تكون هجمة مرتدة كما تسمى في مصطلح عالم كرة القدم يقابلها بعبارة *“يومين ويسكتوا”*، وهذا ينم عن عدم اكتراث لمن يحلو له ترديد هذه العبارة بعد تيقنه أن خطباً ما سوف يحدث أثر تبعات ما خلف سطور تلك العبارة.

هنا نلمس غياب ثقافة تقبُل الإنصات والحوار قبل اليومين التي تسبق السكوت ونعطي لأنفسنا الحكم المطلق بأن الأمر سوف يأخذ حيزاً من الإثارة والجدل وبعدها تمضي الأمور حيثما أريد لها،  هذا ما أوصل البعض للظهور والتعبير برأيه الشخصي بحرية وأريحية عبر المساحات المتاحة له وأنجع وسيلة هي الفضاء الإلكتروني التي أصبح لها صدى واسعاً تكسر حاجز  *ال يومين ويسكتوا*.

نقول لكل من يفكر في التعامل بمثل هذه الأمور أن هناك من لا يحتمل ولا يرضى السكوت حينما يصل الأمر الى رأي مجتمع عام ويملك حقه الجميع هنا يجب أن نحترم من نتعامل معهم وأن نمسح من ذاكرتنا هذا المصطلح أو هذه العبارة فإذا نسوا اليومين وسكتوا فإن التاريخ شاهد ولن ينسى أو يسكت عما اقترفنات في حق وطننا أولاً ثم مجتمعنا.

نحن اليوم نعيش عصر الانفتاح وعصر الشفافية ولا نقبل بالصورة الضبابية التي تعطي انطباع تدني مقاييس مساحة الشفافية وحرية الرأي والتعبير لدينا بل هذه الأمور تعيقنا للمضي قدماً نحو ترسيخ الثقة المتبادلة بيننا، إذ أن هناك مؤسسات ومنظمات دولية عالمية رسمية وغير رسمية متربصة ترصد كل ما يعرض ويتناقل عبر مختلف المنصات وتستاق منها الأراء و الأطروحات التي تعتبر دائما مرجعاً لها لأي أمر ما.

لعل ظهور مدفوعي الأجر و مروجي الإعلانات من يتحرك وفق منظومة معينة ودائرة مغلقة في تثبيت مقولة *يومين ويسكتوا*، فهم يستخفوا بعقول الناس التي أصبحت تفند وتعي ما تتناقله تلك الفئة ولكن اليوم أصبح الميدان فضاء مفتوح متاح للرد عليهم وفي غالب الأحيان نجد البعض من يظهر من خلال إيضاح الصورة أو نقل نداء ما عبر مختلف المنصات لهو خير دليل في التعبير عن رأيه بعفوية يدحض بها كل تلك المقولات التي تصلنا بين الحين والآخر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى