رياضةمقالات

“هل ستكون الدوحة محطة العبور للمونديال ؟” بقلم : فاضل بن ربيع المزروعي

تنتظر الكرة العمانية محطة في غاية الأهمية في طريق رحلتها إلى كأس العالم ٢٠٢٦ المقرر إقامتها في أمريكا وكندا والمكسيك .
وبلغ الأحمر المرحلة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة ،وتنتظره مباراتين حاسمتين مع قطر بتاريخ ٨ أكتوبر المقبل ثم مع الإمارات يوم ١١ من ذات الشهر .
ويتطلع الجمهور العماني الذي يتهيأ للزحف إلى الدوحة لمؤازرة المنتخب أن تكون محطة الدوحة هي ( محطة ترانزيت) يستكمل بعدها مشواره محلقا إلى الأمريكيتين في حلم طال انتظاره ، فهو ليس حلم السفر إلى أمريكا بقدر ما هو حلم بلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الأولى .
تفاؤل مخلوط بالخوف من فقدان هذه الفرصة التي يراها جمهور الأحمر أقرب من ذي قبل، فمنتخبنا أوقعته القرعة مع منتخبي قطر والإمارات ، وهما منتخبان يعرفهما جيدا ومن نفس المدرسة الكروية ،كما لا توجد فروقات كبيرة في المستويات الفنية مهما تغيرت الأسماء، فقد أثبتت اللقاء السابقة في مختلف المناسبات بأن لا فارق كبير بين فرق المنطقة والمستويات تنصهر عند المواجهات .
ربما تحضر عدة عوامل تحسم بها المواجهات لعل أبرزها التحضير الفني والنفسي، وهذا ما نأمله من المدرب الخبير والعالم بأسرار التصفيات البرتغالي كارلوس كيروش الذي سيكمل مشوار المدرب الوطني رشيد جابر الذي ساهم في وصول المنتخب إلى هذه المرحلة.
كيروش رغم قدومه المتأخر إلا أنه يرى بأن الفترة كافية بعد أن شاهد اللاعبين في ودية ( الخريف) وحضر دراسة وافية عنهم كما أوضحه في أول لقاء إعلامي ،ثم أقام معسكرا داخليا قبل السفر إلى تركيا لإقامة معسكر خارجي، وخلاله وقف كيروش أكثر تعمقا وعن قرب على إمكانيات اللاعبين رغم عدم اكتمال العدد بغياب المحترفين ، وحانت له الفرصة أن يقف على عناصر المنتخب في أجواء تنافسية من خلال المشاركة في بطولة اتحاد أمم وسط آسيا ، لعب خلالها الفريق أربع مباريات جرب خلالها المدرب معظم لاعبي القائمة المستدعاة للبطولة ،ما منحه قناعات واسعة وواضحة عن إمكانيات كل لاعب ،كما أتاحت المشاركة للمدرب فرصة الوقوف على ملامح التشكيلة الأساسية وحتى البدائل وفق جاهزية كل لاعب الصحية والفنية حتى موعد التصفيات .
كيروش لم يكتف بالبرنامج السابق وأجرى تغييرا على خطة الإعداد بإضافة معسكرين داخليين على حساب توقف الدوري ،وهو أمر ينصب لصالح المنتخب بعدما رأى بأن الفترة التي قضاها لا تكفي وأن الفريق يريد المزيد من الوقت والعمل، وصرح ذلك عند أول تدرب للمنتخب في معسكره الأخير بمسقط موضحا أننا نحتاج للوقت لنصل إلى الجاهزية التامة، كما أظهر كيروش واقعية كبيرة في تصريحه مؤكدا أن المباراتين ليستا بسهلتين لكننا سنلعب من أجل الفوز وسنمضي بحسابات كل مباراة على حدة..، كما شدد المدرب على ضرورة حضور الرغبة الجامحة والروح القتالية لدي اللاعبين ووصفهم في أكثر من مرة ب(المحاربين).
مؤشرات تبعث بالتفاؤل للعمل الذي يقوم به كيروش متسلحا بخبراته التدريبية الطويلة وتمرسه في تصفيات كأس العالم وإلمامه بالتفاصيل الصغيرة وأسرار مثل هذه المراحل والتي نأمل أن يسقطها على مهمة المنتخب الوطني المنتظرة من قبل جماهيره التي تحلم أن تحلق مع الأحمر فوق المحيط الأطلسي في اتجاه أمريكا وأن تكون الدوحة ومطار حمد الدولي محطة عبور( ترانزيت) إلى هناك .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى