هبطات العيد في ولاية ابراء…عادة عمانية عريقة ذات رونق خاص
أسماء بنت خلفان الغدانية – العربي
مع حلول عيد الأضحى المبارك، تشهد أسواق سلطنة عمان حركة تجارية نشطة، وتعد هبطات العيد عادة ورثها العمانيون وتوارثتها الأجيال عادة لها رونق وطابع خاص في قلوب العمانيين، وكغيرها من الولايات شهدت هبطة أسواق ولاية ابراء بمحافظة شمال الشرقية اقبالا واسعا وكبيرا من قبل الباعة والمشتريين الذين توافدوا من مختلف قرى الولاية وولايات المحافظة.
اذ يحرص المواطنون على اكساب هبطة أسواق ابراء بعض المزايا على غيرها من الهبطات العمانية. وتجوّل (العربي) في هبطات أسواق ولاية ابراء التي بدأت في الخامس من ذي الحجة لمدة أربعة أيام في عدة مناطق بالولاية.
شهدت إقبالًا كبيرًا من مختلف الفئات العمرية، وفي بداية الجولة قال المواطن هاني بن ذخيّر السوطي : هبطات العيد من العادات والفعاليات التي اعتاد عليها الشعب العماني قبيل الأعياد، فمنذ الساعات الأولى من الصباح أن نتوافد على هبطات العيد لاقتناء السلع والمستلزمات الأساسية للأعياد،
وفي ولاية ابراء تتوزع هبطات العيد في عدة قرى من الولاية تفاديا لازدحام من جانب، ولتنويع المشتريات والمستلزمات من جانب اخر، و على الرغم من انتشار الأسواق وطرق الشراء الحديثة الا انني اعتدت على شراء الماشية والأضحية من الهبطة والتي تجلب من مناطق بعيدة لعرضها والمناداة عليها من أغنام محلية والابقار. ولا تقتصر الهبطات على بيع المواشي انما تتنوع فيها المعروضات ،
هذا ما أكدّه المواطن حمود بن خلفان الصلطي قائلا: يستغل أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والباعة هبطات العيد لعرض البضائع المختلفة مثل تنظيم أكشاك لبيع وتسويق الحلوى العمانية والبهارات والمكسرات وألعاب الأطفال بالإضافة الى بيع الأكلات التقليدية وتسويق الفواكه والخضراوات.
وأضاف : ما يجعلني أيضا متمسك بالتسوق وزيارة الهبطات هو وجود الحرفيين وأصحاب الصناعات الفضية كالخناجر والسيوف والفضيات والمشغولات اليدوية مثل العصي في مكان واحد ألا وهو هبطة العيد وفي المقام الأول أنها تعتبر من التراث العماني الأصيل الذي ينبغي الاهتمام به والمحافظة عليه.
وقال الطفل مدرك بن حمود الصلطي: انتظر وقت الهبطة بفارغ الصبر للتسوق منها. فالبائعين يعرضون العديد من الألعاب والحلويات التي تستهدفنا نحن كأطفال لأننا نحب الشراء من هبطة العيد،
فمن بداية الصباح احرص على لبس الزي التقليدي والذهاب الى الهبطة مع والدي وأصحابي، وأنا سعيد جدا بهذه العادات والتقاليد العمانية.
ومن جانب آخر أشار عبدالله بن خلفان الغداني الى أن أكثر ما يميز هبطات أسواق ابراء هي الفعاليات المصاحبة لكل هبطة فمثلا اشتملت هبطة الثابتي على عرضة الخيل في مركاض الخيول بالقرية والمسابقات والألعاب للأطفال، مما يجذب الكثير من المواطنين من مختلف الأعمار والوافدين والسياح أيضا.
وأضاف: لقد شهدت هبطة سوق العلاية هذا العام توفير وجبة عشاء للمشتريين والباعة وغيره من قصدوا هذه الهبطة، وهذه الفعاليات قلّما نراها ونألفها في جميع الولايات. وتوزع الهبطات في الولاية يوفر فرص الشراء من الهبطات للذين لم يحالفهم لحضورها في القرى والأسواق الأخرى.
وانتهت جولة (العربي) مع المواطن كنان بن سالم المسكري حين قال: هبطة العيد هي فرحة للجميع من كبار السن والشباب والأطفال وبعض الناس يأتون إلى هبطة العيد للاستمتاع برؤية الأشياء التراثية القديمة التي هي جزءا لا يتجزأ من التاريخ العماني الأصيل
وقد تشهد الطرق والأسواق في أوقات الهبطات ازدحام مروري كثيف وتوافد من المواطنين لذلك تحرص بلدية ابراء وشرطة عمان السلطانية على تنظيم السير ومواقع البيع والشراء. فشكرا عاطرا لهم. ولا تزال هبطات العيد تمثّل مدلولا اجتماعيا وثقافيا لأبناء الولاية والولايات الأخرى وحراكا تجاريا واقتصاديا للأسواق الشعبية، ولا تزال أحد أهم العادات والتقاليد العمانية عند اقتراب الأعياد .