محليات

مستشفى خولة يُحدث نقلة نوعية في جراحة العمود الفقري ويؤسس برنامجًا رائدًا لعلاج الجنف بأيدٍ عُمانية

مسقط – العربي

نجح مستشفى خولة في تأسيس برنامج جراحي متكامل لعلاج انحراف العمود الفقري (الجنف)، ليصبح أحد أبرز المراكز الطبية المتخصصة في هذا المجال على مستوى الخليج والشرق الأوسط. وقد بدأت أولى العمليات الجراحية ضمن هذا البرنامج منذ عام 2012، وشهد تطورًا ملحوظًا بفضل الجهود الوطنية لتوطين هذا النوع من الجراحات الدقيقة والمعقدة.

وأوضح الدكتور سلطان بن سيف الكلباني، رئيس وحدة العمود الفقري بالمستشفى واستشاري جراحة العظام والعمود الفقري، أن البرنامج حقق نقلة نوعية بإدخال علاج الجنف المبكر في العام الماضي، ما مكّن من التدخل العلاجي للأطفال في مراحل عمرية صغيرة، وأسفر عن إجراء أكثر من 50 عملية ناجحة، وهو رقم يُعد من الأعلى في المنطقة.

وأشار إلى أن هذه العمليات كانت تُجرى سابقًا خارج سلطنة عُمان، مما كان يُشكّل عبئًا ماديًّا ونفسيًّا على المرضى وأسرهم، مؤكدًا أن توطين هذه الخدمات أسهم في تخفيف تلك التحديات، بفضل وجود كفاءات وطنية مؤهلة قادرة على إجراء العمليات المعقدة محليًا.

ويستخدم البرنامج تقنيات حديثة تشمل مراقبة الأعصاب أثناء الجراحة، وأنظمة تثبيت العمود الفقري المتطورة، إلى جانب إدخال تقنيات الملاحة الجراحية وذراع الروبوت الجراحي، مما رفع من دقة العمليات وقلل المضاعفات، وجعل مستشفى خولة من أوائل المراكز في المنطقة التي تعتمد هذه التقنيات في جراحة العمود الفقري للأطفال.

وفي إطار التوثيق العلمي، تم الانتهاء من إعداد وحدة متكاملة لتوثيق تجربة المستشفى في علاج الجنف، كما يجري العمل حاليًّا على بحث استراتيجي مبتكر بالتعاون مع تقنيات الذكاء الاصطناعي لتطوير وسائل الفحص المبكر للجنف في المدارس، بهدف تعزيز الكشف المبكر وتقليل الحاجة إلى التدخلات الجراحية مستقبلاً.

من جانبه، أكد الدكتور راشد بن محمد العلوي، المدير العام لمستشفى خولة، أن المستشفى يسعى ليكون مركزًا إقليميًّا مرجعيًّا لجراحة العمود الفقري بأيدٍ عُمانية، عبر برامج تدريبية مستمرة لتطوير مهارات الكوادر الطبية، وإجراء أبحاث متقدمة ونشرها في المجلات العلمية المرموقة.

وأضاف أن المستشفى لا يسعى فقط إلى التميز الطبي، بل يضع المريض في صميم اهتمامه، من خلال التوسع في الخدمات التخصصية، واعتماد أحدث التقنيات، بما في ذلك الجراحات الروبوتية، لتخفيف معاناة المرضى وتسريع شفائهم وتمكينهم من العودة إلى حياتهم بشكل أفضل.

ويُعد هذا الإنجاز نموذجًا وطنيًا يُجسّد نجاح الاستثمار في الكفاءات العُمانية، ويعكس ثقة المجتمع المتزايدة في المؤسسات الصحية الحكومية، وقدرتها على تقديم خدمات علاجية متقدمة بمعايير عالمية.

وكالة الأنباء العُمانية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى