مقالات

“الترفيه و التسلية دراسة جامعية وحاجة ضرورية” بقلم: حسام الطائي

تتطور الدراسات الجامعية مع تطور الزمن لتشمل كل ماهو جديد علميا، ففي كل عقد تقريبا تظهر علوم جديدة مهمة بكل الاختصاصات تؤثر في حياة المجتمع الذي تظهر لديه حاجات جديدة يجب تلبيتها من قبل الدولة وذلك عبر توفيرها اما عبر الاستثمار او الدراسة او غيرها، وحاليا ظهرت الحاجة الى “الترفيه و التسلية”، وقد اصبحت مهمة مع تزايد ضغوط الحياة بكل نواحيها.

الحاجة الى الترفيه و التسلية

في السابق كان البث التلفزيوني بالابيض والاسود لكن مع ظهور البث الملون اصبحت الحاجة ضرورية ان توفر الدولة خدمة البث الملون، رغم انها ترفيهيه لكنها ضرورية، وفي منتصف التسعينيات ظهرت خدمة الانترنت فصار لازما على الدولة توفيرها لانها حاجة عالمية وضرورية، كذلك خدمة وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل عبر الانترنت ضرورة حياتية لا يمكن عدم توفيرها، حاليا ظهرت الحاجة لتوفير خدمة “الترفيه و التسلية” والتي اصبحت ضرورية لاسباب عدة منها

تخفيف الضغوط النفسية على الافراد.
الحاجة لاستثمار الاموال داخل البلاد بدل ذهابها الى الترفيه خارجها.
زرع الايجابية والسعادة داخل نفسية الافراد.
دعم الاقتصاد.
زراعة ثقافة الترفيه و التسلية داخل النفوس.

الترفيه و التسلية دراسة علمية

ان صناعة الترفيه والتسلية ليس بالامر السهل، فلا يقتصر على بناء مدينة العاب او فتح حدائق و ملاعب كرة قدم وماشابه، بل هي “علم و بحوث و ادارة و استثمار و فن و فكر و استثمار” ولايمكن لغير المختصين ان يديروا هذا الملف دون معرفة “علمية وعملية وفكرية واسعة” وهذا لا يتحقق بغير قسم دراسي مختص في “الترفيه و التسلية” يوفر التالي

دراسة شاملة لكل المحافظات لمعرفة مراكز الترفيه والتسلية فيها.
دراسة شاملة لكل اقضية المحافظات و مراكز الترفيه والتسليه.
معرفة نسب الشباب و فئاتهم العمرية و طريقة استثمار الترفيه والتسلية فيهم لتوفير “دخل مالي للمحافظة او المدينة”.
معرفة حاجات التسلية والترفيه المطلوبة للمجتمع داخل كل محافظة، فقد لا تنجح عملية استثمار مدينة العاب بقدر استثمار منتزه كبير يوفر مساحة خضراء.
ادارة عملية الترفيه والتسليه داخل المحافظة عن طريق اقامة “مهرجانات، مسرحيات، عروض سيرك من دول اخرى، توفير مدن العاب متنقلة، سينمات خارجية وغيرها”.
تاسيس ادارات متخصصة بالترفيه مثل “الهيأة، مجلس محافظة، مديرية” عملها يختص بتوفير وسائل الترفيه والتسلية للعامة.
اقامة دراسات ميدانية على المجتمع لمعرفة مدى تاثير وسائل الترفيه والتسلية عليهم و ماهي حاجاتهم.

كما يختص قسم “الترفيه و التسلية” في دراسة

انواع الترفيه والتسلية داخل المجتمع مثل “المجانية، المدفوعة بنوعيها غالية الثمن او رخيصة، للكبار او الصغار، للشباب او للعوائل”.
دراسة تجارب دول اخرى في بناء الترفيه والتسلية لمجتمعاتها وكيفية تطبيق التجربة بحسب حاجات مجتمعنا و تقاليده.
تاثير الترفيه والتسلية على الحالة النفسية للفرد و المجتمع وكل تاثيراتها الايجابية.
دراسة اقتصاد الترفيه والتسلية وماهي مردوداته المادية للمحافظة والدولة وكيفية جذب سياح من دول اخرى لهذه المرافق الترفيهية لزيادة الدخل المادي للمحافظة و الدولة.
اعداد كوادر مختصة في ادارة الترفيه والتسلية واستثماره و ابتكار اساليب جديدة و بهذا المجال.
دراسة التاثير الاقليمي لمرافق الترفيه والتسلية، فقد تجذب هذه المرافق سياح من دول الجوار يسكنون محافظات قريبة من الحدود لا تتوفر فيها نفس وسائل الترفيه والتسلية وهي اقرب بالمسافة من الذهاب الى عواصم دولهم للترفيه والتسلية، بالتالي هو استثمار وتاثير ايجابي ترفيهي على محافظات الدور المجاورة، يتم دراسته في القسم الخاص بهذا المجال.

الاستثمار في الترفيه والتسلية اولا

قد يعارض البعض الاستثمار في “الترفيه و التسلية” بسبب نقص البنى التحتية الاساسية مثل توفير الماء او الكهرباء او فتح شوارع جديدة وغيرها، لكن نقص هذه الاساسيات يولد ضغط نفسي وسخط مجتمعي وهجرة من المحافظة الى اخرى وضياع للاموال في السياحة الترفيهيه خارج البلاد، بالتالي يمكن قلب هذه المعادلة عن طريق توفير الترفيه والتسلية للمجتمع لتؤدي دور مهم جدا في “تهدئة المجتمع و رفع الضغط النفسي و المحافظة على استثمار الاموال داخليا” بهذه الخطوة توفر المحافظة او الدولة اموال اضافية لتسريع عملية تاسيس بنى تحتية، بل قد تجذب مرافق الترفيه والتسلية شركات اخرى تسهم في توفير بنى تحتية بشكل اسرع وافضل فعلى سبيل المثال “قد تجذب مدينة العاب كبيرة مجموعة فنادق عالمية ترى ان المحافظة ( س ) لا يوجد فيها فنادق عالمية فئة ٥ نجوم، بالتالي يمكنها الاستثمار و الربح دون منافسة من شركات اخرى، وتقوم هذه الشركات العالمية ببناء الشوارع و تمديد انابيب المياه بهذه المنطقة على نفقتها وبالتعاون مع شركات عالمية مختصة بالبنى التحتية، بالتالي توفر الكثير من الوقت للحكومة.

الخلاصة
ان توفير الترفيه والتسلية للمجتمع يسهم في تخفيف كل انواع الضغوط عنه ورفع حالته الايجابية مع ايجاد فرص عمل واستثمار جديدة للباحثين عن عمل و فرص استثمارية من الداخل و الخارج، وهي حاجة باتت ضرورية للدول المواكبة للحداثة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى