ملك الأردن: لن نرسل قوات إلى غزة.. ويمكننا مع مصر تدريب كوادر فلسطينية

أكَّد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أن الأردن لن يرسل قوات إلى غزة لأنه «قريب سياسياً جداً» من التطورات هناك، مضيفاً أن المملكة ومصر على استعداد لتدريب قوات الأمن الفلسطينية.
وأشار العاهل الأردني إلى أن حفظ السلام هو أن يتم دعم قوات الشرطة المحلية، أي الفلسطينيين، التي ترغب الأردن ومصر في تدريبها بأعداد كبيرة، لكن هذا يستغرق وقتاً، مضيفاً «إذا كنا نجوب غزة في دوريات مسلحة، فهذا وضع لا ترغب أي دولة في التورط فيه».
وفي مقابلة مع بي بي سي بانوراما، أجراها العاهل الأردني وزوجته الملكة رانيا، أشادت خلالها الملكة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجهوده في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وأضافت أنه استخدم الدعم الأمريكي الدبلوماسي والعسكري والمالي كوسيلة للضغط على إسرائيل.
وأضافت الملكة رانيا: «وإنصافاً له، كان ترامب أول رئيس منذ فترة طويلة يمارس ضغطاً فعلياً على إسرائيل، في السابق، عندما كانت إسرائيل تتجاوز الخطوط، كان الرئيس الأمريكي يكتفي ببضع كلمات التوبيخ أو مجرد تحذير بسيط».
ومضت قائلة: «أما الرئيس ترامب فقد نجح فعلاً في حمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الموافقة على وقف إطلاق النار، وآمل أن يواصل الانخراط في هذه العملية».
وأشار تقرير بي بي سي إلى أنه عندما سُئل الملك عبدالله عما إذا كان يثق بقدرة حماس على الوفاء بوعدها بالتخلي عن أي دور سياسي في غزة، أجاب: «لا أعرفهم، لكن من يعملون معهم من كثب -قطر ومصر- يشعرون بتفاؤل شديد بأنهم سيلتزمون بذلك».
وأضاف: «إذا لم نحل هذه المشكلة، وإذا لم نجد مستقبلاً للإسرائيليين والفلسطينيين وعلاقة بين العالمين العربي والإسلامي وإسرائيل، فسنكون في مأزق».
وعندما سُئلت الملكة رانيا عما إذا كانت تعتقد أن السلام الدائم ممكن، قالت: إن الأمل في هذا ليس ساذجاً، بل شكل من أشكال التحدي ومضت قائلة: «أؤمن حقاً بأن الفلسطينيين والإسرائيليين يمكنهم العيش جنباً إلى جنب».
وأضافت: «وفي الأجواء الحالية، هناك قدر كبير من العداء، والغضب، والحزن، والكراهية، والتشاؤم المتبادل بين الشعبين، بحيث يصعب عليهما تحقيق السلام بمفردهما، لست واهمة في ذلك، لكنني أعتقد أن الضغط من المجتمع الدولي هو الطريق الوحيد».
وأشار تقرير بي بي سي إلى أن الأردن شارك في جهد دولي لإيصال المساعدات إلى غزة وإجلاء المرضى والجرحى من الأطفال. وقد حلّقت طائرات الملك عبدالله فوق القطاع في ثلاث مهمات لإسقاط المساعدات بالمظلات.
وقال العاهل الأردني، متحدثاً عن تجربته في الإنزالات الجوية: «كان النظر من خلف الطائرة صادماً للغاية، لقد صدمني دمار ذلك الجزء من غزة، لقد رأيت ذلك بنفسي، كيف نسمح نحن كمجتمع دولي، بحدوث هذا، إنه أمر لا يمكن تصديقه».
وانتقدت الملكة رانيا المجتمع الدولي لفشله – على حد قولها- في وقف الحرب لمدة عامين. وقالت: «هل تتخيل ماذا يعني أن تكون والداً خلال العامين الماضيين؟ أن ترى أطفالك يعانون، يتضورون جوعاً، ويرتجفون من الخوف، وأنت عاجز عن فعل أي شيء؟ وأن تعلم أن العالم كله يشاهد ولا يفعل شيئاً؟ ذلك الكابوس هو كابوس لأي والد، لكنه كان واقع الفلسطينيين اليومي خلال العامين الماضيين».



