ملحمة السعودية والأرجنتين الكروية بقلم خالد عمر حشوان
عزف المنتخب السعودي اليوم 22 نوفمبر أجمل وأعذب الألحان الكروية في مباراته الافتتاحية بمونديال قطر 2022 على استاد لوسيل، وأستطاع بكل عزيمة وإصرار التغلب على المنتخب الأرجنتيني العريق وقَلْب تأخره بهدف من ضربة جزاء سجلها المبدع ميسي إلى فوز عريض بهدفين مقابل هدف واحد على المنتخب الأرجنتيني الذي يعتبر من أقوى وأفضل المنتخبات على الساحة العالمية ويلعب له ليونيل ميسي الذي تُوِّجَ بجائزة الكرة الذهبية لسبع مرات وانخيل دي ماريا الذي يعتبر من أفضل لاعبي مركز الجناح على مستوى العالم وغيرهم من اللاعبين المميزين، هذا بالإضافة إلى أن المنتخب الأرجنتيني لم يُهْزَمْ في آخر 36 مباراة، ليأتي المنتخب السعودي ويكسر حاجز انتصاراته المتتالية وهو من المنتخبات التي كانت مرشحة وبقوة للحصول على كأس العالم بقطر 2022.
تميز المنتخب السعودي في الشوط الأول بالهدوء والثقة العالية وعدم الاستعجال وهو يلعب أمام منتخب متمرس شارك في بطولات كأس العالم 17 مرة، ونجح الدفاع السعودي في إحكام مصيدة التسلل لإيقاف خطورة مهاجمي الأرجنتين وبراعة المبدع ليونيل ميسي والتي ساهمت فيها تقنية التسلل “شبه الآلية” والتي يتم استخدامها لأول مرة في بطولات كأس العالم لتحقيق مبدأ العدالة التحكيمية، وانتهى الشوط الأول بتقدم الأرجنتين بهدف من ضربة جزاء سجلها ميسي في الدقيقة العاشرة من زمن الشوط الأول.
كان الشوط الثاني بمثابة بركان سعودي انفجر ليغرق المنتخب الأرجنتيني في هزيمة كبيرة عن طريق المهاجم صالح الشهري الذي سجل هدف التعادل في الدقيقة 48 من عمر المباراة عن طريق تمريرة رائعة والذي استقبلها داخل منطقة الجزاء وسددها بيسارية فيها الكثير من الذكاء على يسار الحارس أيمانو مارتينيز وكانت بمثابة الشرارة التي أشعلت فتيل ملعب لوسيل بالأهازيج السعودية من جماهير الأخضر المميزة مما ساهم في إعطاء نسور الأخضر السعودي الثقة الزائدة في الملعب والتقدم لتسجيل هدف آخر، وكان لهم ما أرادوا بعد أن تمكن اللاعب سالم الدوسري من تسديد كرة قوية وبطريقة رائعة على يسار الحارس الأرجنتيني الذي حاول لمس الكرة ولكنه لم يستطع صدها ليتقدم المنتخب السعودي بهدف ثانٍ من أجمل وأروع أهداف المونديال حتى اليوم.
هذا الفوز المميز هو الفوز الثالث للمنتخب السعودي وأقواها بعد أن فاز المنتخب في مونديال عام 1994 بقيادة المدرب خورخي سولاري على منتخبي المغرب وبلجيكا وتأهل لدور الستة عشر كأول منتخب آسيوي وثاني منتخب عربي يتأهل لدور الستة عشر بعد المغرب في مونديال عام 1986 ونتمنى من الله أن تكون فاتحة خير في دوحة الخير لانطلاقة قوية في مونديال عالمي بملامح عربية خليجية ويقدم فيه المنتخب السعودي ما عرفناه عنه بعد أن تسيد عرش آسيا بالحصول على البطولة الآسيوية لثلاث مرات في 1984 و 1988 و 1996 من أصل عشر مشاركات.
دعم ولي العهد السعودي للمنتخب :- استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لاعبي المنتخب السعودي الأول لكرة القدم والجهازين الفني والإداري في يوم 23 أكتوبر 2022 قبل بداية المونديال وقدم لهم التهنئة بالتأهل لكأس العالم وطالبهم بالاستمتاع بالمباريات في كأس العالم وهو دعم سخي من القيادة العليا وذكاء في التعامل مع سفراء الرياضة في مونديال قطر 2022 والذي كان له الأثر الكبير في تخفيف الضغوط النفسية على اللاعبين وتحفيزهم وإعطائهم الثقة المطلقة في أنفسهم خاصة أن أغلب اللاعبين إما من صغار السن أو من الذين يشاركون في المونديال لأول مرة في تاريخهم هذا بالإضافة إلى صعوبة المجموعة التي يقع فيها أقوى المنتخبات العالمية.
آثار فوز المنتخب على اللاعبين :- أعطى الفوز الكبير الذي حققه المنتخب السعودي اليوم الثقة الكبيرة للاعبين وزاد من سقف الطموح السعودي في مونديال قطر في المباريات القادمة أمام بولندا في 26 نوفمبر والمكسيك في 30 نوفمبر لتحقيق أنجاز أكبر من إنجاز عام 1994 والوصول لأدوار متقدمة بعد الفوز على أحد أقوى المرشحين لهذا المونديال وهي فرصة كبيرة للاعبين لتقديم صورة جيدة عن ما تتلقاه الرياضة السعودية من دعم واهتمام ورعاية وسخاء من القيادة العليا للعالم أجمع وإظهار مهارات اللاعب السعودي للعالم وإمكانياته الكروية وفكره العالي.
وأختم برأيي الخاص ومخالفتي لكل من يعتقد أن المنتخب السعودي حقق مفاجأة كبيرة بالفوز على الأرجنتين وأرى بأن دخول اللاعبين لأرض الملعب إذا لم يكن لتحقيق الفوز والتغلب على الفريق المنافس فالأفضل لهم أن يكونوا على مقاعد الاحتياط أو خارج قائمة الفريق لأن طموح كل لاعب يلعب في كأس العالم لابد أن يكون الفوز والتألق والإبداع وتقديم أفضل ما لديه لوطنه وجمهوره وقيادته العليا التي لم تدخر جهداً ومالاً ودعماً لسفرائها الرياضيين في المونديال وجمهوره الذي تكبد الكثير من أجل الحضور والمؤازرة والتشجيع.
شكرا من القلب للاعبي المنتخب السعودي وجهازه الفني والإداري وجمهوره الراقي الأصيل وفالكم الفوز بإذن الله في المباريات القادمة والتأهل للأدوار المتقدمة وتقديم أفضل المستويات.
@HashwanO
كلامك صحيح وجميل في نفس الوقت أخي العزيز خالد فعلا إذا لم يكن الاعب هدفه الفوز فالافضل له الجلوس على المدرجات ويترك مكانه لغيره يحقق الحلم الكبير والعزيمه والاصرار تقهر المستحيل