مقالات

“مشكلتنا مع نمط الحياة الصحي ” بقلم : خالد عمر حشوان

نمط الحياة هو أسلوب الحياة الدائم الذي يتمثل في كيفية تعامل الانسان مع البيئة التي يعيش فيها حسب مقدرته ووضعه وقناعاته الشخصية وهو يختلف من فرد لآخر حسب التربية والتعود الالتزام والوعي والرغبة، وغالبا ما نلاحظ أن الفرد الذي يحافظ على صحته ونظامه اليومي يختار نمطاً صحياً مناسباً ويعكس صورة جيدة عن نفسه وقيمته الذاتية والتزامه واحترامه للوقت والآخرين، ويلعب الآباء والأمهات دورا رئيسا في خيارات نمط الحياة للأبناء من خلال تأثيرهم وتوجيههم وقدوتهم وتعاملهم النفسي والاجتماعي مع الأبناء، وهو ما أكده الطبيب العقلي النمساوي ألفريد آدلر مؤسس علم النفس الفردي وهو من أبرز من استخدم مصطلح “نمط الحياة” حيث أكد في أبحاثه ودراساته أن نمط الحياة يبدأ بالتشكل والتطور لدى الفرد بين سن السادسة والعاشرة نتيجة التربية والخبرة التي يكتسبها من التجارب والأحداث التي مَرَّ بها في طفولته.  

يعتبر نمط الحياة الصحي منظومة شاملة من العادات اليومية والقرارات التي تبدأ بالنوم الجيد والمُنظم الذي يساعد على الاستيقاظ المبكر والتركيز ورفع كفاءة الجهاز المناعي والتغذية الصحية المتوازنة بتنظيم وجبات الطعام اليومية الغنية بالعناصر الغذائية الأساسية والبعد عن الأغذية المصنعة والمشبعة بالدهون والسكريات وتناول الخضروات والفواكه بتوازن، وشرب الماء بشكل كافِ، كما يساعد النشاط البدني على الحفاظ على وزن مثالي ورفع قدرة الجهاز القلبي وتنشيط الدورة الدموية وزيادة التحمل العام وتحسين صحة العظام والوقاية بفضل الله من الأمراض وتقليل مستوى التوتر والقلق، وكذلك البعد عن العادات السيئة كالتدخين والمشروبات الغازية ومشروبات الكافيين والكحوليات وغيرها، والإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية والسلوكيات الضارة واستبدالها بعادات حسنة ونافعة، ومصاحبة الأخيار ذوي الأنماط الصحية، ومن أهم عادات نمط الحياة الصحي هي الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية وكيفية التعامل مع الضغوط وإدارتها وتخصيص وقت كافِ للترفيه المباح حيث أن لنمط الحياة الصحي جانب نفسي واجتماعي لا يقل عن الجوانب العضوية ويُسهم في تعزيز الصحة النفسية والرضا الذاتي والتكيف مع تحديات الحياة.

أما عن فوائد إتباع نمط حياة صحي فهي كثيرة ومن أهمها التمتع بصحة بدنية جيدة وتحكم جيد بالوزن وتحسن عام للصحة النفسية وتحسين المزاج، كما يساعد الالتزام بغذاء صحي في توفير الكثير من الأموال بسبب البعد عن التدخين والمشروبات الضارة والسكرية والأكلات السريعة التي أصبحت باهظة الثمن، وانخفاض خطر الإصابة بالأمراض بفضل الله وتزويد الجسم بالطاقة الإيجابية، وزيادة الثقة بالنفس وتقدير الذات والمساعدة على تحقيق الأهداف المنشودة.

ونعود إلى مشكلتنا في الالتزام بنمط حياة صحي والتي لخصتها الكاتبة أليساندرا سيستارو في مقال لها على موقع ميديوم قالت فيه “لقد أصبحنا أكثر وعيا اليوم بأهمية اتباع أسلوب حياة صحي بشكل منتظم ومع ذلك، نحن فقط لا ننجح في ذلك وقد ننخرط في مجموعة متنوعة من الخطط القصيرة المدى مثل جلسات التخلص من السموم لمدة أسبوع، والوجبات الغذائية القاسية لمدة شهر واحد، والمعسكرات الرياضية المكثفة، ثم تضيع الفوائد التي تولدها هذه الأنشطة قصيرة الأجل حيث يتم جرّنا مرة أخرى إلى عاداتنا “السيئة” على المدى الطويل، فضلا عن الشعور بالإحباط والفشل”.

إذا الحل الوحيد لهذه المشكلة هو الالتزام الدائم بنمط الحياة الصحي والابتعاد عن مغريات الحياة المعاصرة والنوم مبكرا وعدم السهر والحفاظ على الممارسات الصحية التي تم ذكرها سابقا وهي ليست خياراً بل أصبحت ضرورة لتحقيق الرفاه الشامل وتعزيز جودة الحياة والتقليل من الأعباء الصحية لضمان زيادة الإنتاجية والاستقرار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى