أدبيات

“مظلة الدعاء” بقلم: ‏أ. فتحية منديلي

كم من الآمال نرغبها وكم من الأحلام نرقبها وكم من الرغبات نطلبها وكم من الخبايا نسألها إلا أن ماكتبه الله لنا هو مايُبدى ( فما كل مايتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ) فما نبغي قد يحقق بجهد مضني وقد ينال بكد ٍ يبري نبقى خلالها لفترة في حيرة من الأمر ؛ فعجلة الزمن تسير والعمر أمده قصير ووصولًا للمبتغى أمده يطول ونيله يحور لسبب يحوم أو عائق يحول ؛ فلا نرى إلا ماأراده الله يكون ؛ حينها علينا أن نلجأ إلى الله بكل ماننوي ونطلبه بكل مانبغي بمظلة متراكمة من الدعاء وجسر متواصل من الرجاء وقافلة مزودة بالنداء لتحمينا من أمطار اليأس وتزيحنا تقلبات الدهر وتبعدنا فجآة الغدر تجنبنا من مرية اليأس من روح الله وتنفض عنا ريبة الشك برحمة الله؛ وأن نعتصم بالله ولا نتوانى من التأمل في عظمة الله ولا نتوقف عن ذكر الله فكل من ذكر الله لايخيب وكل من توكل على الله لايضيع وكل من فوض أمره إلى الله لايضيم سيحول الله بقدرته كل ماهو أمامه إلى جميل ويبدل بقدرته كل ماهو في طريقه إلى جدير ويصبح قرير العين مطمئن القلب ، فاصنع من نفسك صفاء يشدو وأجعل من روحك نقاء يبهو فالثقة بعظمة الله تروي عطشاً والتفاؤل بكرم الله يجزل خيراً ( تفاءلوا بالخير تجدوه )

كن محاطاً بما تطلع إليه من أمنيات وفكر دوماً إلى سبل تحقيق الرغبات وأعمل مايفتح أمامك ابواباً تسهل لك الصعبة وتيسر لك المشقة أغمر حياتك صدق وناشد نفسك عزم تزودك وقود يدفعك إلى الأمام فدماً تصل به إلى مارجوته من رغبات طلباً أمضي حراكا مع خضم التيارات التي زاحمت العصر ولازمت الدهر بمتغيرات دخيلة ومفاهيم بديلة تفاعلت مع بصمات الانجاز تضامنت مع مردود الانتاج بوضع منظومات رائجة وخلق متطلبات رامية كنت تظنها عائقاً تحولك دون تحقيق الرغبات فلربما كنت تقف أمامها صامتاً مكتوف اليدين صائلاً مدهش الناظرين تروعك خيبة عطاء تجوبك ومضة جفاء تحول دون ماقد تنويه من رغبات فتشعر بقهر حياة وتبتئس بسخط بقاء وقد يدنيك تآمر دهاء؛ حينئذٍ ليتك تُشمّر من ساعديك سعياً وتشد من أزرك عزماً وتنوي بما في نفسك صدقاً وتسير لتواكب تيار العصر سيراً ومعوقات الدهر جرياً وأبذل قصارى ماعندك جهداً لأن الزمن لايحتمل أن ينتظرك أبدا ؛ فالله يرعى بقدرته كل من أدى العمل صدقاً .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى