أدبيات

“زوبعةً العصر” بقلم : أ. فتحية منديلي

سنة 2020 ميلادي هي أعجوبة القرن  وزوبعة العصر وبلبلة الدهر تجّلت بحدثها العابر ووقعها الساخط وقلقها الدامي بما حط فيها من قضاء الله القاهر حينما أنزل فيها (وباء كورونا كوفيد 19) القاتل الذي نزل ليعوث في الأرض فساداً وقعه كائن بثه جائر حمله حائر مرماه دائر ليس له رادع يردعه ولا واعظ يوقفه بما صبّه غضباً على كل هائم وسائح وعلى كل مستخف بالليل وبالنهار سارب حدثه مهيب نزله مخيف حطه مريبٌ تجلى نشطاً وتبارى مرناً يسعى هنا وهناك جرياً خلال سنة 2020 ميلادي  فأدماها كآبة بحالها وأشاعها رتابة بأحوالها أنزلها سوءاً سقاها مُراً باتت أيامها عجافا أوقاتها سراباً ولياليها جزافاً تحيط بمن حولها سياجاً وتحط بهم سياطاً.

وكأنها باتت سنة كبيسة بوجود كورونا المميتة والتي آلت  مجرياتها بشعة وأحداثها قلقة وطاف هذا الوباء (كورونا كوفيد 19 ) في شتى بقاع العالم  مداهماً وتنقل بين ثناياه ساخراً بمختلف صوره عارماً بشرّ يتطاير منه سارياً هدفه القضاءً على بني الإنسان ناهياً وكأن حدثها ينذر بأزوف الآزفة جاثياً ملئه زوابع غمره فواجع تأثيره بواقع كزوبعة إجرامية ونكسة إلزامية وضجة إلحادية ؛ فهو عدو خطير للإنسانية مضاره مميت سريانه مريب عبثه سحيق أجتاح العالم للقضاء على البشرية دونما يشعر ماسببه على البشرية من كوارث متتالية وجاب فيهم جبروتاً عاتية الكل منه يعتريه خوفاً حلَ فجأة وزرع فجعاً وأثار هلعاً وكل فرد ينتظر متى سيلقي عليه غضباً ويجره نهياً مرماه كبير مغزاه لئيم نكسه ضرير أودى بحياة الآلاف من البشر مميت وبإصرار من أضراره وبإلزام من خسائره وضعت قوانين دولية احترازية حاسمة على البشرية تنفيذها راغمة.

إذ أن الجميع في قلق حيال هذا الوباء دون التلويح بحق النقد الدولي ، لأنه ولأول مرة تلزم هذه الجائحة ( كورونا كوفيد 19) الإتفاق الدولي لحصر العدو والقضاء عليه بأساليب موحدة (تنظيف اليدين، تعقيم، حظر. التجول ، البقاء في البيت ،منع التجمع) كما أنه ولأول مرة يسود الاتفاق الإعلامي حيث يجول بين القنوات الفضائية نداء بوحدة الكلمة ووحدة الهدف بالقضاء على هذا الفايروس القاتل ؛ وفي ظل هذه الإجراءات الإحترازية غير المسبوقة التي اتخذتها العديد من الدول للحد من تفشي وباء كورونا المستجد، والتي شملت :
تعليق الدراسة وتقييد حركة المواطنين وإغلاق الحدود وتعطيل الرحلات والحجر صحياً جماعياً ضمن إجراءات أخرى أربكت السير العادي لحياة ملايين الناس وحالت دون ممارسة الحياة الطبيعية للبشرية.

حقاً إنها زوبعة إنتكاسية نجم منها العديد من الآثار السلبية أدمت المجتمع الدولي حسرة وآوته قلقاً وحطته ندماً بما آلت إليه من منغصات وما جذبت له من مهلكات حامت لديه فسادَ بإثرها تغيير مجريات الأمور لأنه وباء قاتل ملأ العالم هموماً وأنزله غموما وغمره كروباً وأسره قيوداً ؛

وها نحن الآن على مشارف إنهاء هذا العام  2020 ميلادي فما بقي منه سوى أيام قلائل ويرحل عنا دون عودة بمشيئة الله تعالى إلا أنه وللأسف حتى يومنا هذاً مازلنا ومازال العالم يعاني من احترازات كورونا ويئن من سخط كورونا ويخشى من وطئة كورونا.
وكم نتمنى أن ترحل كورونا برحيل هذا العام ويرحل معها كل ألم أوقعته وكل هم أحطته وكل كرب نصبته وكل غم فرضته وكل قلق للبشرية سادته.

فلا يسعنا هنا إلا أن نقول :
– حمداً لله على كل ألم وضعته.
– حمداً لله. على كل هم أنزلته.
– حمداً لله على كل قلق أوقعته.

– لاحول ولاقوة إلا بالله على كل
فجع أدمانا.  
– لاحول ولا قوة إلا بالله على كل
ضج أبكانا.
– لاحول ولاقوة إلا بالله على كل
قلق أعيانًا.
– لاحول ولاقوة إلا بالله تفريق
شمل أدهانا.

أصبحت أمورنا تسير بمحض إرادة كورونا بتنا كالسجناء في منازلنا شلت حركتنا أوقفت مصالحنا ألغيت مقاصدنا أنيطت مطالبنا وضعتنا في طرق مسدودة لانحيد عنها ولا نميد فأصبح البشر كأنهم  دمية بين يدي كورونا تلعب بهم وتحركهم لتقضي عليهم كيفما تشاء ومتى ما تشاء وأين ماتشاء بمثابة  أساليب علمية خطط لها.

– حسبي الله على كل ألم آلمنا منها.
– حسبي الله على كرب غمنا منها.
– حسبي الله على قلق أوجعنا منها .

فما أعظم قدر الله الذي أحاطنا وسخره لنا الرب وسط ظروف كورونا العصيبة من قوة صبر وثبات رأي ومواجهة صعب .
ولكم نلجأ إلى الله ذلاً ولكم نطلب من الله خشعاً ولكم نتوسل إلى الله طلباً أن يأتي العام الميلادي الجديد 2021 ؛ بـ

– أن يكون أفضل بقرار من الله ذود رحمة
– أن يبدو أجمل برضا من الله هدوء فرحة .
– أن يزهو أطيب بعناية الله ترعانا  حفظاً .
– أن  يجدو أعظم بتسخيرنا من الله وفقاً .
– أن يجول أمنًا بإزاحة وباء كورونا عنا نهياً .

فما أعظمك رباً وأنت :
ترسل علينا سلاماً برحمتك
وتحيط بنا حفظاً برعايتك 
وتنعم فينا طمأنينة بمعيتك
فأنت ولياً ونصيراً  ومعينا.ً
لنا في كل ما قصدناه أمراً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى