مستقبل طلابنا بعد الدبلوم بقلم: د. ناصر بن حمد الزعابي
بفارغ الصبر وبلهفة المُشتاق لقراءة مستقبله ، ينتظر أبنائنا نتائج القبول الموحد التي تحدد المسار المستقبلي ، الذي يحقق الثروة الحقيقية للأمَم كونه رأس مال بشري يتم إعداده لمستقبلٍ زاهر ، وتتكامل الأدوار مع من استرعاه الله أمانة الوطن ، بأن يبذل جهد وتحكم الخطط لبناء هذا الجيل، ويكتمل عِقد الترابط بعد مشوار إثنى عشر عاماً من الإهتمام الذي توليه الأُسرة وتكمله الدولة، بصياغة أهداف تواكب متطلبات الثورة الصناعية القادمة ، ومتغيرات الحياة بشتى مجالاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وتسليح الجيل القادم بالمعارف والمعلومات وتأمين طريق المستقبل لمواجهة التحديات بكل ثقة وقوة، والتغلب على كل المنافسين في كل الميادين، ويكون مواكب لمتطلبات سوق العمل ؛ ومن هنا نقف على طريق المرحلة القادمة، ومعرفة من المعني عنه بشكل رئيسي ؟ هل البيت أم إدارة الجامعات والكليات؟
ومن خلال المؤشرات تبين أن كثير من النتائج تشير أن الأسباب تدور في حلقة مفرغه، والجميع يرى المسؤولية قد إكتملت من جهته، بينما يواجه أبنائنا الطلاب نتائج لا يدركون عواقبها، إلا بعد أن يحاصره الواقع ويسلم بالفشل، ولذلك لا يمكن أن تكون المسؤولية كلمة مجردة يحاول كل طرف إستيفائها وفق منهجيته ، بل الأمر أكبر من أن نعيش مبررات لأن المستقبل القادم لا يحتمل التراجع والتأخير في أي جانب من جوانب الحياة ، وبالتالي يجب أن تتكامل المنظومة في الجامعات والكليات، مثلاً في الجهود التي تُبذل لشؤون الطلاب ليس في تضمين الأسماء في القوائم والمحاسبة فقط ، بل عليها أن تنتهج خطوات مدروسة وممنهجة وفق إحتياجات الطلاب ، تعتمد على قياس مدى الإدراك والفهم وتحديد الإحتياجات والمتطلبات لمستقبل الطلاب في الحياة الجامعية، حتى يتمكن أبنائنا من إكتساب جُل المهارات والمعارف التي سخرها الوطن من جميع الموارد البشرية والمادية، بمختلف مستوياتها ومتطلباتها في الحياة الجامعية ، وتأتي مرحلة الثقافة ونشرها وقياس الإحتياجات للطلبة من خلال أدوات محكمة وفق مدخلات محددة بعد التحليل للنتائج ، مما يساعد على رسم الخطط والإرتقاء بهذا المورد الذي يعتبر وصوله إلى المستوى الجامعي جد وإجتهاد كان مصدره الإهتمام ، سواءً من أولياء الأمور أو الطلبة بأنفسهم أومن خلال متابعة مستوياتهم الدراسية، فلذلك لا يختلف النهج التعليمي بين الطلاب في تلقي العلم بينه وبين المدرسة كثيراً، ويكمن الإختلاف حول أنماط الحياة التي سيعيشها الطالب ، وأساليب التعلم ولذلك من الضروري أن يعي ويدرك الطالب هذا الإهتمام ويسعى لاغتنام كل الفرص المتاحة ليرتقي بنفسه ووطنه ، وتتكامل المسؤولية بين ثلاث محاور رئيسية :
- الطالب : وهي التي تتلخص في التهيئة النفسية وشحذ الدافعية والمنافسة وإدراك المخاطر ومعرفة طرق تجنبها والتركيز على الهدف.
-إدارة الجامعة والمدرسين : تتحمل الجزء الأبرز والأهم هي المسؤولية التامة عن نشر ثقافة النظام التعليمي ليس من خلال اللقاء التعريفي فقط، بل من خلال طرح نتائج دراسات وتحليل بيانات المدخلات وعملياتها ونتائج المخرجات، وربطها بخطة يتم متابعتها وتقييم مدى الإدراك الذي يتحقق للطالب سواءً في حياته الجامعية أو حياته بشكل عام ، وأثر ذلك على قياس أنماط الشخصية ومدى الإدراك والوعي الذي يتحلى به الطلاب بكل مفاهيم الحياة الجامعية.
- أولياء الأمور : مما لاشك فيه أن ولي الأمر لن يقر له بال ويرتاح إلا بعد تأمين مشوار التعليم وصقل مهاراتهم في الحياة ليكّون شخصية تدرك وتعي كل ما يلزمه لمواجهة متطلبات الحياة ، واستغلال الفرص وتجنب التهديدات والمخاطر، لمستقبل حياته ومستقبل وطنه .
ولذلك ولكل الجوانب الإيجابية التي سطرتها الدولة في خططها لبناء مواردها البشرية وتأهيلها، لتكون العنصر الحقيقي في ثروات الوطن ، وبالنهوض والإرتقاء بمستقبل عُمان وتقدمها في شتى مجالات الحياة ، وجب علينا جميعاً أن نساهم كلاً حسب دوره سواءً كان ولي أمر أو إداري أو محاضر أو مشرع في تمهيد الطريق للمستقبل، وتأمينه وإزالة كل المشوشات في قنوات الاتصال، لضمان وصول المعارف والمعلومات بشكلها الصحيح والمدروس وفق التخطيط المعد لبناء الأجيال، وتعزيز الثقة وتنمية الجوانب القيمية التي تصقل مهاراتهم ووطنيتهم وبذل كل الجهود من قبلهم كونهم عماد المستقبل للأوطان.