مقالات

“اليوم الأسود” بقلم : أميمة عبد العزيز زاهد

شعرت بحاسة الأنثى التي عاشرتك وبمشاعر الزوجة التي أحبتك بأنك تخطط لحدث سيقلب حياتي رأساً على عقب، فقد بدأت تفتعل الخلافات بيننا دون سبب مقنع، ويوماً بعد يوم زادت عن الحد، ورغم ذلك صبرت حفاظاً على استمرار علاقتنا، ولكنك تجاوزت الحد المسموح به وبدأت بإهانتي ونعتي بالغباء والملل، وقلتها صراحة بأنك لم تعد تقوى على تحملي أكثر من ذلك، وأنهيت على البقية الباقية من مقاومتي…حين صدمتني بقولك بأنني أصبحت إنسانة لا أناسبك سناً وثقافة.. وكأن السنوات رسمت خطوطها على معالم وجهي وتغافلت عنك …أو كأن العمر تقدم بي أضعافاً مضاعفة وبقيت أنت في نفس عمرك محلك سر.. ونسيت أو تناسيت بأن كل خط خطه الزمن في ملامحي، وكل إرهاق، وكل تغير شملني، هو بسبب صبري وكفاحي وتحملي لعشرتك، والتي وقفت فيها بجانبك قلباً وقالباً.. قولاً وعملاً…روحاً وجسداً…سنوات كرست فيها حياتي من أجلك وابتعدت عن مجتمعي لأتقرب منك.

إني لن ألومك؛ لأنك تتكلم بإحساس رجل، ولن تشعر بعمق آلامي وبمعاناتي التي أشعر بها كامرأة.. فأنت تراني دائماً الزوجة الصابرة المكافحة والمضحية والقوية، ولم أضعف يوماً أمامك …وكنت أعتقد أنه بتلك الصفات وبهذه المعاملة لن أخسرك كزوج يحترم كل منا الآخر، ويراعي كل طرف مشاعر وأحاسيس الطرف الآخر، وعرفت بعد فوات الأوان بأني كنت واهمة …فقد كنت تمارس خداعك معي بكل أمانة، وتوهم نفسك بأعذار واهية لكل تصرف وأنا المخدوعة.

فيوم اعترافك لي أعتبره اليوم الأسود الدامي في تاريخ وحاضر ومستقبل حياتي معك، فأنت تواصل صراحتك معي بكل جبروت لتخبرني بإصرارك على الارتباط بأخرى …كلماتك جمدتني في مكاني وأنت تتحدث عنها بكل هيام وشوق …ولم تحترم كياني، وضربت بعرض الحائط شعوري وأنا التي أحتاج منك الحب والوفاء والإخلاص، أراك تمنحهم لمن لا تستحقه …أراك وأنت تنسحب بكل هدوء من الواحة التي صنعتها لك، لتهرب إلى صحراء بدون هواء ولا ماء ولا ظل.. حاولت أن أنتزع هذا القرار من تفكيرك وأنسى ما قلته وفعلته، ولكني وجدتها تقبع في جذور أعماقك ونبضها بين ضلوعك.. وأصبح كل همك إقناعي باختيارك، وكأني لو رفضت سيتلاشى قرارك، في حين أنك قررت وعزمت والمطلوب مني أن أتقبل الواقع الجديد …هل تعتقد بأني سأصمد وأتحمل بعد أن يصبح عقلك وجسدك وإحساسك تحت سقف بيت آخر غير سقفي …إن تفكيري توقف فكيف لي أن أحجر على جوارحي وأن أجمد مشاعري …دون أن أرتكب ذنباً أستحق عليه نكرانك بعد كل ما فعلته من أجلك، ولكن ثق بأني لا ألومك فقرارك هذا من حقك الذي شرعه الله لك، ولكن اعذرني فالقهر يعصرني … ولن أخدع نفسي بتقبل الواقع الجديد بسعادتك على حساب سعادتي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى