مقالات

“مجبر ولست مخيراً!” بقلم : أميمة عبد العزيز زاهد

قالت: ليتك يا سيدي عندما نتحاور، تتعلم كيف تهذب ألفاظك وتختار كلماتك، ناقش كما تريد، ولكن بدون أن تترك بصمة من الصعب إزالتها، ولا تظن أني أقف على كل شاردة وواردة، وبأني أدقق على كل صغيرة وكبيرة، سواء في حوارنا أو في اختلافنا المستمر في نظرتنا لحياتنا، سواء في حاضرنا أو مستقبلنا، فأنت دوماً أثناء مناقشتك تعتمد على ذكائي في فهم المضمون، وبرغم ادعائك بمعرفة رموز معظم اللغات، إلا أنك تنعتني بأنني أتحدث بلغة لا تفهمها. نعم صدقت في قولك، ولذلك اتسعت الفجوة بيننا، ويوماً بعد يوم ازداد عدد الحلقات المفقودة، وازداد معها ارتفاع حائط الصمت بيننا، ففي كل مرة أكون أنا السبب؛ لعدم توصلنا لحل أي مشكلة مهما صغرت، أتعرف لماذا؟ لأنني أفكر في وادٍ وأنت في وادٍ آخر.. أنت تقصد شيئاً وأنا أقصد شيئاً آخر! كلّ منا يفسر الموقف بعيداً عن الآخر، فأنت تحس وتشعر بغير ما أحس وأشعر به، تسألني وفي الوقت نفسه تعطي لنفسك الحق أن ترد بفكري وبلساني، وبعدها تفسر كلماتي وأفعالي كما يحلو لك، في حين أنك ترى كل ما تقوله وتفعله هو الصواب. ألا تلاحظ أن معظم مناقشاتك تضمن المبررات، وما عليَّ سوى الرضا والصبر والصمت! حتى عندما لا تلتزم بأبسط واجباتك؛ عليَّ دوماً أن أقدّر ظروفك وأراعيها، بصرف النظر عن ظروفي ونفسيتي!! ولا ترى فيَّ إلا إنسانة حساسة بصورة مفرطة، وسيئة الظن، ومعترضة، زوجة تمسك بقلم وورقة؛ لتسجل كل موقف لتمسكه عليك، إنسانة دائماً متجهمة، متمردة، تعاملك بكل ندية، وتتناسى أن لكل فعل رد فعل، نعم أقولها بكل صراحة.. بأنني تجاوزت العديد من التلميحات واللوم والنقد، ولكن الحال تفاقم، وبدأت تتعمق في منطقة خطيرة، وصوبت كلماتك المسمومة في عمق أنوثتي، ووصفتني بأنني “صفر” في عالم النساء، أتعرف ما معنى صفر؟ يعني الفشل الذريع! الصفر عدد لا قيمة له.. بعد كل محاولاتي التي كنت استميت لأرضيك وأسعدك؛ منحتني درجة صفر!! بكل بساطة يا زوجي العزيز، لا تدري أنك لم تحترم مشاعري، وقبلها أنوثتي، لم أكن أعرف بأنني أمثل لك صفراً، والحمد لله عرفت ذلك؛ حتى لا أتمادى في أحلامي، وأظن نفسي بأنني بلا فخر زوجة مميزة، وعندما فتحت معك باب الحوار؛ تريد أن تفسر ما لا يفسر، وتشرح ما الذي كنت تقصده، رغم وضوح كلماتك، قلت إنك كنت تمنحني الدافع للأفضل، وحتى لا أفكر بتلك الصورة الغريبة، وتستفزني؛ حتى تخرجني من حواري التافه من وجهة نظرك، وكعادتك تخرج من الموضوع الأساسي؛ لتتوه في متاهات جديدة، فلا تسهل الأمور الصعبة، ولا تصعب السهل، حسب ما تراه أنت، ودعنا نكون أكثر صدقاً ووضوحاً مع أنفسنا وواقعنا، ترى هل سنتمكن حقاً من إيجاد الحلقات المفقودة بيننا؟! وما مدى قدرتنا في التحمل على الاستمرار؟! فأنا كنت -ولا أزال- أدعو الله بأن يهبني حياة سعيدة هانئة مستقرة، وكنت أطمح أن أعيشها معك.
كلمة أخيرة لحكمة أعجبتني: “أن تحبني فأنت مخيّر لا مجبراً، ولكن أن تحترمني فأنت مجبر لا مخيراً”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى