” لِمَ لا ” بقلم إسحاق الحارثي
مؤخرا أتيحت لي فرصة المشاركة في أكبر معرض لسوق السفر والسياحة في المنطقه بل من أشهرها “معرض سوق السفر العربي” بمدينة دبي بالتحديد في مركز دبي التجاري العالمي بصفتي عضواً بالاتحاد العربي للإعلام السياحي الشريك الإعلامي الرسمي بمعرض سوق السفر العربي دبي ٢٠٢٣م وممثلاً لصحيفة العربي الإلكترونية العمانية، هذا المعرض الكبير الذي حمل بين جنباته منصات عالمية لخبراء قطاعي السفر والسياحة في نسخته الثلاثين لعرض علاماتهم ومنتوجاتهم التجارية والترويج لها استقطب أكبر وأعتى الشركات العالمية في صناعة السفر والسياحة على نطاق عريض تعدى الدول العربية بل شاركت فيه دول عالمية مجملها ١٥٠ دولة وبمشاركة ٣٤٠٠٠ مشارك و٢٠٠٠ جهة مستفيدة تسابقت لتسجل حضورها وسط زحمة العارضين.
تشير الأرقام إلى أنه تم في هذا المعرض توقيع اتفاقيات وصفقات تجارية ضخمة وأرقام هائلة فاقت المليارين ونصف من الدولار على مدار الأيام الأربع هذا من جهة المعرض، ناهيك عن المبالغ التي صرفت للسفر إلى دبي والإقامة بها التي لا تقل عن ٥ أيام وما يشملها من مأكل ومشرب ومصرف واتصالات ومواصلات وترفيه وتسوق إذا ما علمنا بأن مدينة دبي تعد من وجهات السفر العالمية الأولى طلباً عليها حيث تشير دراسات منظمة السياحة العالمية إلى أن أعدادا كبيرة من السواح ومن مختلف دول العالم تفضل زيارة دبي خلاف المعارض والمؤتمرات المبرمجة والمعدة مسبقاً والتي تستضيفها مدينة دبي.
حضرتُ كغيري من العمانيين من تواجدوا في المعرض بدشداشتي(ثوبي) العمانية ومِصرّي (عمامتي) العماني، وكان أغلب من يقابلني يعرف أنني عُماني بحكم الزي الوطني الرسمي الذي أرتديه وهذا في حد ذاته ترويج للسلطنة ورسالة من حيث الحفاظ على الموروث العماني الأصيل والافتخار به والاعتزاز بالهوية العمانية مع وجود جنسيات مختلفة تجوب المعرض متنقلة بين جنباته وكل من يقابلني يثني على المواطن العماني من حيث تعديد مناقبه وخصاله وأخلاقه الحميدة ولله الحمد هذه الصفات موجودة في جميع الدول العربية والإسلامية وليست فقط في المواطن العماني ولكن من باب ذكر الشي بالشيء وأن المواطن العماني يلاقي قبولا واستحسانا أينما حل وارتحل وكيفما كان ويكون، ولعل هذا الجانب عاملا مساعدا جداً ومؤشرا إيجابيا في الثقة التي ترسخت لدى الآخرين ويجب اسغتلالها الاستغلال الأمثل وتسخيرها لتكون محطة يستفاد منها من حيث بناء الثقة في أنفسنا بأننا قادرون على استقطاب الأحداث العالمية الكبرى و تنظيمها بشكل ناجح وملفت.
من هذا المنطلق خطر في بالي هذا التساؤل وبدون شك قد يتسأل الآخرون مثلي أين نحن من تنظيم أي نوع من المعارض التي من شأنها أن تسهم في إنعاش وانتعاش الحركة الاقتصادية في البلد، لم لا ونحن نملك بنية تحتية حديثة قادرة على استيعاب أكبر المعارض الدولية من خلال “مركز عمان للمؤتمرات والمعارض”؟، لِمَ لا ونحن نملك غرف فندقية قادرة على استيعاب الكثير من الزائرين؟، لِمَ لا ونحن لدينا ناقل وطني مميز في المنطقة ” الطيران العماني” يصل إلى أبعد الحدود؟، لِمَ لا ونحن نملك طيران إقتصادي” طيران السلام” متاح لمن يبحث عن أسعار في متناول الأيدي؟، لِمَ لا ونحن نملك شبكة “مواصلات” شركة عمانية تملك أسطولا من الباصات الفخمة المريحة؟، لِمَ لا ونحن نقدم خدمة الحصول على تأشيرة الدخول للسلطنة بسرعة فائقة وبيسر وسهولة عبر الخدمات الإلكترونية التي تقدمها شرطة عمان السلطانية؟، لِمَ لا ونحن نملك شركات اتصالات تقدم العديد من المزايا الفائقة للمشتركين؟.
لِمَ لا؟ و لِمَ لا؟ و لِمَ لا؟!!!
نعم نحن بحاجة لمعارض دولية مرموقة وليست تقليدية التي اعتدنا عليها، نحن بحاجة لمعارض يصل صداها لمختلف دول العالم، نحن بحاجة لمعارض يتهاتف الحضور عليها من مختلف الجنسيات لكي نرسخ لهم بأن السمعة الحسنة والطيبة التي سمعوها عنا هي ليست بمحل صدفة بل ارتبطت بِاسم سلطنة عُمان التي تشتهر وتتصف بمحل تقدير واحترام من جميع من يعرفها وهذه السمعة سابقة لأفعالها وهذا عامل جذب إيجابي يساعد في نجاح أي معرض عالمي تستضيفه السلطنة، ما علينا إلا أن نضع في مخططاتنا القادمة وضمن أجندتنا للرؤية المستقبلية عمان ٢٠٤٠ أن تكون سلطنة عُمان إحدى محطات المعارض الدولية.