لبنان: “مي ريحاني” تسحب ترشحيها للانتخابات الرئاسية لإصابتها بالسرطان
أعلنت المرشحة لرئاسة الجمهورية اللبنانية مي ريحاني، في بيان، “سحب ترشيحها للانتخابات الرئاسية، نتيجة إصابتها بمرض سرطان الرئة”.
وقالت ريحاني في بيان: ”عندما طرح اسمي كمرشحة للانتخابات الرئاسية اللبنانية، كانت مسيرتي المهنية في ذروة خبراتي القيادية، وكانت شبكة علاقاتي الدولية مع المؤثرين السياسيين واسعة، مما جعلني مستعدة وقادرة على معالجة القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان بطاقة قوية التي طالما اعتمدت عليها. لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
وتابعت “في الآونة الأخيرة، وبشكل غير متوقع، تم تشخيص إصابتي بسرطان الرئة، ونتيجة لذلك، اتخذت قرارا بسحب ترشيحي لرئاسة لبنان. لم يكن هذا قرارا سهلا. لقد اتخذته على الرغم من التزامي المطلق بخدمة لبنان وشعبه، الآن أكثر من ذي قبل، نظرا لجميع التهديدات الوجودية التي يواجهها الشعب اللبناني”.
وأضافت “على الرغم من هذا القرار غير المتوقع، أعتبر أن العامين الماضيين كان لهما قيمة عالية، إذ أعطيت المجال لمخاطبة الشعب اللبناني بوسائل مختلفة، خلال العديد من المقابلات التلفزيونية والمقالات الصحفية والمؤتمرات والمحاضرات الجامعية والندوات والاجتماعات مع منظمات المجتمع المدني”.
وأشارت ريحاني إلى أنه “من خلال هذه القنوات، ناقشت مع الشعب اللبناني قضايا الحوكمة الفعالة البعيدة عن الفساد، والحاجة إلى اللامركزية الموسعة، وفصل العدالة عن النظام السياسي، وإصلاح شامل قائم على المساءلة الكاملة والشفافية في المؤسسات العامة، واعتماد الوسائل المبتكرة بالنسبة لاستعمال الطاقة، والقيادة الملتزمة التي تحقق النتائج في القطاعات المختلفة”.
وختم البيان “خدمة الشعب اللبناني كانت، ولا تزال، أعظم شرف في حياتي، وأيامنا كانت مليئة بالأمل وبالعزم على تخطي الصعوبات من أجل الوصول إلى مكان يسمح لنا أن نقوم بالتغيير الجذري الذي يحتاج إليه لبناننا لو لم يتدخل السرطان، لكنت واصلت حملتي للرئاسة”.
وتشهد دولة لبنان تفاقماً كبيراً في الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية إلى جانب أزمته السياسية القائمة في لبنان، بعد الانفجار المزدوج الذي وقع في مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020، الناجم عن تفجير مئات الأطنان من المواد شديدة الانفجار المخزنة في المرفأ، والذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6000 بجروح جسدية وآخرين بضائقة نفسية وتشريد، كما تضررت منازل أكثر من 300 ألف شخص.
ويرى الخبراء أن لبنان تحول من بلد متوسط الدخل إلى منخفض الدخل لعدة أسباب، منها السياسة المالية والنقدية المتبعة منذ التسعينيات التي أثبتت أنها كارثية، بجانب سعر الصرف الثابت والفوائد المرتفعة والعجز المالي رغم تنبيهات صندوق النقد الدولي ويتزامن ذلك مع أزمة سيولة حادة وقيود مصرفية مشددة، لم يعد بإمكان المودعين معها الوصول إلى مدّخراتهم العالقة.
ولبنان الذي يعاني من فراغ في سدّة رئاسة الجمهورية يشهد منذ 2019 انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.