لا تعبدوا الجهل..!، ثمة من يعيش بيننا لو تحول
جهله إلى طعام لكفّى أهل الأرض وأتخنَّ عقولهم،
أصبح الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الحق و
الدين غريباً عليه لدرجة أن يصفه بهدرٍ لدماء
المسلمين، وأَلفَّ نحيب بيت المقدس فما عاد
يُدرك حُرمته، إنه يحلم بالرفاهية في بلاد العجائب
وينسى أن كلَّ من عليها فان، ولا يذكر كيف شَعر
جَدُه حين تيتم قلبه ونهشت من لحمه وعظمه
طواغيت الهجرة الفلسطينية فأصبح لا يملك كسرة
بعد أن كان رباً لأكبر فرن في قريته، ولا أرضاً أفنى
شبابه في حراثتها ولا ولداً يُقبل يديه الصغيرتين
حتى يكبرا ولا قلباً تُدّثره الأوطان، لعله نسي من
فّرط جهله وغُربته كيف نجازي من زّجوا إخوتنا
في زنازين العزل الإنفرادي حتى تخرج روحهم إلى
بارئها، واحتجزوا جثمانهم بعدما قضوا عليها
فالأسود يُخشى ظِلها والشرفاء لا يموتون،
وإخوتنا الذين سرقتهم الحواجز ومن فقدوا
أطرافهم وهُدمت أحلامهم واسْتُبيحت أعراضهم،
الآن غدت دماؤنا عزيزة؟!! أبعد الشدة لا تُذيق بني
صهيون شدتنا؟!!يا من تلوم أخاك بما يُلام عليه
عدوك، أخشى عليك أن يفوتك نعيم لا زوال فيه، قف
عند حزم أبي بكر وعمر، واستنشق عزة الزبير، وسل
سعيد بن زيد أين العيناء المرضية..!