“كأني ركضت كل الطريق وغيري وصّل!” بقلم: العنود القرني
أعود لأكتب، أكتب بهدوء لا غاضبة على شيء ولا غاضبة من شيء؛ أكتب كي لاتبقى ككدمة في عقلي أكتب نصرةً لنفسي، أكتب كي لا أعلن هزيمتي، كي لا يتحطم قلبي أكثر من كل هذا الحطام؛ وليس من أجلك!
أعذرني إن قلت أن لاشيء من أجلك بعد اليوم يعنيني..
أعذرني أني لأود لك بعضًا من الظلم لتعرف قيمة العدالة وتضع نفسك فـي الحسبان؛
وأرجو لك شيئًا من الخيانة لتذوق غِربال نفس الكأس، وأعلم أن لدي القُدرة على ردّ الصاع صاعين، على إطلاق كلمات طائشة تترك علامات داكنة في القلب كما فعلت معي ! ولكنّي أختار بملئ إرادتي التجاوز، ولن أعمل على غير ذلك، فقد كان عليك أن تدرك هذا قبل أن تصنع وجعًا لا يُنسيه أي إعتذار، قبل أن تصقلني بنار خذلانك، قبل أن ترسلني إلى الحزن العميق دون الخوف مما فعلت، ويؤسفني أنّ بعد كُل هذه المُحاولات والسنوات لا أستطيع أن أضع يَدي عليك وأقول بثقة كبيرة هذا مِلكي!! يؤسفني أنك دمرت صورتك العزيزة في عيني، ولكن هذه ليست المرة الأولى التي تجعلني أشعر أنني وحدي في مواجهة كل هذا، أيًا كان الذي يحدث معي الآن فقط علمني كيف أنسى؟ كيف أغفر، كيف أعود إلى نفسي متفهمة أن هذه الخيبات طريقًا إلى النّضج؟
فقد كان لدي الكثير من الكلام، كلمات بليغة، جمل منسّقة، حتى النية في الصراخ كانت لدي، ولكنني مثل كل مرة، أتذكرك فأفقد قدرتي على الكلام والبوح!