مقالات

” كتابة بلا روح ” بقلم : عائشة بنت محمد الكندية

في يوم من الأيام عندما كانت الرياح الباردة من بين النوافذ وتحمل معها رائحة المطر وقطراته على الزجاج كان هناك قلماً عاش فخوراً بما يخطه من كلمات نابض بالمشاعر والأحاسيس وكان عندما يكتب كل حرف يحمل معه روح صاحبة وكان هذا القلم يفرح و يرقص بين السطور ويختبىء بين الكلمات والحب يشعل نوراً في الظلام . إلا أن فجأة ظهرت ألة باردة لا تفكر ولا تشعر بل كانت تكتب بسرعة و تبدع بنغمات مثل سرعة البرق ، وهي ألة الإبداع الألي التي لا تعكس ولا تحرك الشعور الحقيقي في داخل الإنسان حتى بدأت تُكتب الكلمات بلا قلب والنصوص أصبحت تُنتج بكميات كبيرة ولكنها تفتقر العمق مجرد صدى بلا حياة والناس صارت تبحث عن السرعة بدل من الإحساس .

جلس القلم على مكتب كاتبة ، وهمس بحزن : أين ذهبت روح الكلمات ؟ لماذا صارت الكتابة صدى بلا نبض وهنا شعرالقلم بضعفه ليس لأنه توقف عن الكتابة بل لأن شعر بأن الناس توقفت عن تذوق طعم الكلمات الحقيقية ورأى القلم أثر الكتابة بلا روح وكيفية تأثيرها من خلال انخفاض في جودة الإبداع ، وكيف يؤدي إلى تراجع الكاتب الإبداعية ، ويقلل من قدرة الكاتب على التفكير العميق . لكن القلم تمكن بإصرار وعزيمة من اعادة روح الكتابة بصدق وعمق ، رغم بروز الإبدع الألي السريع من خلال ربط النص بالمشاعر الشخصية والتجارب الإنسانية والتأمل  والوقت الكافي.

وفي صباح اليوم التالي أمسك الكاتب بالقلم وقال : “الآلة قد تنتج نصوصاً لكنها لا تستطيع أن تكتب الحياة كما تفعل أنت ” .

وتابع الكاتب حواره مع القلم بعدما استوقفه منشورعلى فيسبوك ” الكتابة ليست حروفاً عابرة و لا كلمات تُسطر بلا روح الكتابة دموع الروح حين يعجز البوح و ملجأ القلب إذا ضاق به الصدر وأُغلقت في وجهه الأبواب”

وفي الختام ،الكتابة بلا روح قد تكون سريعة وسهلة لكنها تفقد الكلمات الحية التي تحمل مشاعر الكاتب وأفكاره العميقة والتكنولوجيا تساعد ولكنها لا يمكن أن تحل محل القلب والوعي البشري في الكتابة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى