كل أربعاء مع فاضل المزروعي

الثورة الكروية السعودية

أحدثت المملكة العربية السعودية مؤخرا ثورة كبيرة في عالم كرة القدم بعد أن خطفت أنظار العالم إليها من خلال التعاقدات العالمية وإرتداداتها التي لم تتوقف .
فبعد أن دخل البرتغالي كريستيانو رونالدو الدوري السعودي من أول أبوابه والذي كان يتوقع الكل أن يكون ذلك ضربا من الخيال بأن يلعب صاحب الخمس كرات ذهبية وأفضل لاعب في العالم وصاحب الأرقام القياسية في كل ما يتعلق بكرة القدم في السعودية ، إلا أن الأمر أصبح حقيقة بل ساهم (الدون) بشكل مباشر في تشجيع أشهر اللاعبين في العالم بالقدوم إلى المملكة العربية السعودية وإلى الدوري السعودي بعد أن واصل مع نادي النصر للموسم الثاني ،مادفع الأندية الأخرى التي وجدت دعما كبيرا من الحكومة السعودية ومن صندوق الإستثمار السعودي الذي يدعم الأندية الأربعة النصر والهلال والأهلي والاتحاد ومنحها الضوء الأخضر للبحث عن نجوم العالم ، فكان صيف ٢٠٢٣ صيفا مجنونا ، بدأ بمفاوضات مع ميسي أفضل لاعب في العالم لسبع مرات وبطل العالم ٢٠٢٢ ، وكريم بنزيمة أحد أساطير ريال مدريد
.
الأمر لم يتوقف إلى هذا الحد فالفرنسي كانتي والكرواتي بريزوفيتش والسويدي أنديرسون والغاني سادو مانيه والجزائري رياض محرز والبرازيليان فارمينيو وفابينو والحارسان إدوارد مندي وياسين بونو وكانتيه والنجم البرازيلي وقائد المنتخب نيمار ، وأسماء أخرى أطلق عليها (كلاس أ) وأخرى ( كلاس ب) وفدوا إلى الدوري السعودي عن قناعة ربما أكثر من قناعة كريستيانو نفسه وأنضموا إلى النجوم الدولية التي كانت تنشط في الدوري السعودي السنوات الماضية من مختلف دول العالم.

هذه الثورة الكروية السعودية ليست وليدة الصدفة فقد سبق للكرة السعودية أن إستقطبت نجوما عالميين أمثال البرازيليين بيبيتو ودينلسون وريفالينو والبلغاري ستيشكوف والسويدي ويلهامسون ، كما سبق أن أستضافت المملكة في أرضها مباريات لأندية ومنتخبات عالمية ونظمت بطولات ودية ، كما كان لها الفضل في إطلاق بطولة القارات أو (الكونفدريشن كاب) التي توقفت في ٢٠١٩ حيث إستضافت المملكة أول نسختين بإسم كأس الملك فهد.

كل تلك الخطوات مهدت إلى هذه الثورة التي تعيشها الكرة السعودية ، والتي على ما يبدو هي الخطوة الأولى لجلب أسماء عالمية أخرى.
وليس مبالغة بأن الدوري السعودي أصبح يهدد كبريات الدوريات في العالم بإنتزاع أفضل النجوم منها ، وهذا ماعبر عنه أكثر من مسؤول ومدرب أوربي .

إن المملكة العربية السعودية من خلال هذه الخطوة ترمي لأبعاد كبيرة وعميقة من أهمها تطوير كرة القدم في المملكة ، وجعل الدوري أكثر تنافسية وتطوراً وتحسين البنية التحتية الرياضية من تحسين في الملاعب وتجهيزها بأحدث التقنيات والمرافق الرياضية، وتعزيز برامج الشباب والأكاديميات الرياضية .
ومن الأهداف أيضا سعي المملكة لاستضافة كأس العالم 2030 ، وهذه إجراءات تخدم ملف الإستضافة من جوانب فنية وإدارية وإعلامية وتدعمه في المنافسة بقوة.

أيضا يهدف إلى إستقطاب استثمار شركات كبرى ومؤسسات تطوير تنموية في الأندية الرياضية من خلال طرح عدد من الأندية الرياضية للخصخصة لتحقيق اقتصادٍ رياضي مستدام ورفع مستوى الاحترافية للأندية إداريا وماليا إضافة إلى رفع مستوى الأندية وتطوير بنيتها التحتية”.

ما يحدث في المنطقة من نقلة نوعية في الرياضة وتحديدا في كرة القدم هي حقائق تجعلنا نؤمن بقدراتنا وأننا لسنا شعوب ننام تحت أبار نفط ونعيش في الصحراء بعيدا عن المدنية كما يدعون ،بل نحن شعوب لديها الفكر والأفق البعيد وقادرة على مواكبة التطور الذي يعيشه العالم من حولنا .
ولعل الإنبهار الذي عاشه العالم ككل في العاصمة القطرية الدوحة خلال كأس العالم قطر ٢٠٢٢ دليل على ذلك .
واليوم ستسلط عيون الإعلام على السعودية ليس على ملاعبها فقط بل على كل مظاهر المدنية هناك.
مشروع المملكة بهذا الشكل والحجم هو مشروع أولي سيتم تقييمه من قبل القائمين عليه والذين يراهنون على نجاحه بل وتطويره وسعيهم بجعل الدوري السعودي من أقوى الدوريات في العالم ومن ضمن أفضل عشرة دوريات .

نحن في المنطقة نفخر ونفاخر لمثل هذه المشاريع وسندعمها كل وفق مجاله .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى