مقالات

الجمعيات العمومية بالاتحادات الرياضية والدور المأمول منها بقلم : إسحاق الحارثي

ألم يحن الوقت للجمعيات العمومية من ممارسة أدوارها الحقيقة الأصلية والمهام التي حددت وخصصت لها والتي كفلها القانون وأن تقف عند كل مايخص الألعاب الرياضية بالسلطنة وأن لا تغيب نفسها عن المشهد الرياضي الذي يتابعه البعيد قبل القريب وأن لا تترك الحبل على الغارب في انتظار الفرج ليأتي من السماء، فالسماء لا تمطر ذهباً بل عليها أن تتيقن أن من أبرز مهامها متابعة حال الأوضاع في جميع الاتحادات الرياضية بالسلطنة وأن لا تركن نفسها في زاوية مطبقة مقولة “لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم”.
وأن لا تترك الوقت يدركها وتعود مع كل
انتخابات لتقول كلمتها من جديد بعد أن يفوت الفوت حيث لا ينفع الصوت ولا البكاء على اللبن المسكوب، بل عليها أن تقيم أداء وعمل الاتحاد ومتابعة كل ما يتعلق باللعبة من عمل إداري وفني ومناقشة الاتحادات في كافة الجوانب الإدارية والمالية والفنية ولا تكتفي بالتقارير المقدمة في هذا الشأن بل عليها أن تخرج إلى ما أبعد وعليها أن تعيد حساباتها في مراجعة كافة الاستراتيجيات والخطط التي أعلنتها الاتحادات الرياضية إذا ما أرادت أن تلعب دورا أساسيا في النهوض بالرياضة والدفع بها للمقدمة أسوة بباقي الدول.

ومن خلال ما جاء في سياق الحديث الذي يقودنا إلى المشهد الذي بات واضحا بأن بعض الاستراتيجيات والخطط التي تتبناها وتعلنها بعض الاتحادات تتطلب الوقوف عندها، منها الاستراتيجية والخطة وخارطة الطريق التي أعلن عنها الاتحاد العماني للكرة الطائرة والتي حملت خارطة الطريق الجديدة بتكوين ٥ منتخبات، للرجال والشباب والناشئين والفتيات والشواطئ و بـتنفيذ ١٠٠ فعالية تتضمن ٥ دوريات وبطولات للشواطئ بمشاركة ٣٠٠ فرق بالإضافة للمشاركة في الاستحقاقات الخارجية الواسعة للمنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها الرجال والسيدات بمراحل المنتخب الأول والشباب والناشئين والفتيات.
هنا يتساءل كل من هو قريب من هذه اللعبة: من يُقَيم ما جاء في تلك الاستراتيجية والخطط وخارطة الطريق التي رسمها مجلس إدارة الاتحاد العماني للكرة الطائرة؟
وما هو دور الجمعية العمومية بالاتحاد من متابعة كل ما جاء في هذه الاستراتيجية والخطة الزمنية التي لم يتبق عليها سوى أشهر معدودة؟!

وبالعودة إلى تلك الاستراتيجية وما حملته من مشاركة واسعة لجميع المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها ومسمياتها في جميع الاستحقاقات الخليجية والعربية والقارية لم ترصد وسائل الإعلام سواء مشاركة منتخب الرجال في بطولة الألعاب الخليجية الثالة بالكويت وبطولة غرب آسيا الأولى للسيدات والتي حضرنا فيها ب ٦ لاعبات فقط وغابت المشاركة بدورة الألعاب العربية بالجزائر وبطولة التحدي الآسيوية للرجال في الصين تايبيه والبطولة الآسيوية ال ٢٢ للرجال المقامة حالياً في إيران واستمرار الغياب الآسيوي على مستوى الأندية منذ فترة طويلة.

ناهيك عن الغياب المستمر للركيزة الأساسية ولنواة الكرة الطائرة وهي فئة الناشئين، هذه الفئة التي يُنتظر منها أن تكون رديفة للمنتخبات الوطنية دون معرفة الأسباب التي دعت للغياب عن تلك المشاركات وآخرها بطولة غرب آسيا الأولى المقامة حالياً بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية بمشاركة منتخبات السعودية والبحرين والكويت والإمارات وقطر وسوريا ولبنان والأردن، واستمرار غياب المشاركة في العديد من البطولات الخليجية و العربية والقارية.
إذ غياب المنتخبات الوطنية من المشاركات في البطولات تترك علامة استفهام كبيرة إذا ما علمنا بأن تلك المشاركات تضيف قيمة فنية وتولد روح التنافس والاحتكاك لدى اللاعب.

الآن وبعد مضي ما يقارب الثلاث سنوات من عمل الاتحاد الحالي السؤال المطروح من يقيم هذه الفترة التي صاحبها الكثير من عدم الاستقرار على مستوى العمل الإداري أبرزها الاستقالات الجماعية الخمس التي كادت تعصف بالمجلس قبل أن يسحب أحد الأعضاء استقالته، ولن ينتهي الأمر إلى ذلك فقد استمرت الاستقالات ليشهد المجلس استقالة أخرى تقدم بها نائب الرئيس المنتخب عوضاً عن نائب الرئيس المستقيل، يذكر أن هذا المنصب لايزال شاغراً إلى يومنا هذا.

من الأسئلة المطروحة التي تتداول بين أوساط متابعي وعشاق ومحبي اللعبة عن المستويات الفنية للمنتخبات الموجودة حاليا على الساحة ومدى نجاعة البرامج التي تنفذها وهل تحظى بتقييم فني من قبل اللجان المتخصصة إن وجدت.

من هنا نناشد الجمعيات العمومية بالاتحادات الرياضية بشكل عام أن تخرج من بوتقة العمل من محيط النادي ومن النمط التقليدي الذي اعتادت العمل عليه وأن تكرس جهدها ووقتها وتعطي الأهمية القصوى في مراقبة الأعمال التي تنفذها الاتحادات بغية تعزيز ورفع مستوى أعمال الاتحادات الرياضية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى