مقالات

“فرحة ممزوجة بالألم” بقلم: بدرية بنت حمد السيابية

كعادتنا نحتفل في كل عام بعيدنا الوطني المجيد والجميع يعبر عن فرحتهم حسب طريقته سواء في المنزل، في العمل، في الطرقات، فيالمدارس الحكومية والخاصة أيضًا، وهذا يدل على الولاء والانتماء للوطن لكل من يعيش على أرضه سواءً كان مواطنًا أو مقيمًا، ولكنْ هناكأمرٌ بعضنا لا يشد انتباهه، وبعضنا يهتم به، وخاصة من لديه أبناء يتم اختيارهم في تنفيذ فقرة ما أثناء موعد احتفالات مدارسهم.

فتأتي المدربة أو المدرب، فيطلب من المشاركين مبلغًا لشراء الملابس والأحذية، وبعض الإكسسوارات للطالبات المشاركات، ولكن لو وقفنا قليلاًعند أحد الطلبة وظروفه المادية التي لا تسمح له بتوفير المبلغ، هل يمنع من المشاركة؟! هل تُقتل فرحته في قلبه ويعود إلى منزله، وعلى كاهلههم الرفض والحزن؟!

للأسف، هناك من يجبر هولاء المشاركين على توفير المستلزمات، ويلبي ولي الأمر سواءً كان يستطيع أم لا !وإلا سيقع ابنه أو ابنته فيموضع إحراج وسخرية لا يستطيع التغلب عليها.

للأسف الشديد، بعض المدارس تُكلف على أهالي الطلبة مبالغ لتوحيد اللبس الذي في الأساس لا يرضي جميع الأذواق، ويتم اختيار من هوميسور الحال حتى يلبي طلباتهم بكل يسر وسهولة، وأيضًا يتم اختيار الفتاة ذات البشرة البيضاء والشعر الطويل وغيرها من المواصفاتتاركين بعضهن في أدراج النسيان! للأسف، لا ننظر للروح بل ننظر للمظاهر! أنا شخصيًا لست ضد مشاركة من تملك المواصفات التيذُكرت أعلاه، ولكن ننظر لكل الطلبة الموجودين، ونسأل الطلبة هل تودون المشاركة؟ هل تودون التعبير عن حبكم للوطن بفقرة وطنية معبرة؟ لايتم الاختيار هكذا، وأنا متأكدة بأن هناك طلبة يتمنون المشاركة، ولا يُعطّون فرصة للمشاركة، وهذا -حقًا- واقع، وهم أصبحوا مجرد متفرجينما من حقهم المشاركة في فرحة الوطن! مؤلم جدًا! ومن ناحية أخرى يوجد طلبة لديهم مواهب التقديم والإلقاء وغيرها من المواهب، ولكنيفضلون من يملكون تلك المواصفات، ولا ينظرون للموهبة والإبداع الذي بداخلهم؛ فيقتلون الفرحة في قلوبهم..

لربما بعضنا يقول: ليس من الإجباري مشاركتهم، ولكن بعد تدريب الطلبة لمدة أسبوع أو أسبوعين يطلب منهم تلبيه تلك الاحتياجات، فهناولي الأمر لا يستطيع كسر خاطر ابنه أو ابنته على تعب التدريب!!!!، وعند اقتراب الحفل سيكون ولي الأمر في الأمر الواقع “إما أن تنفذ أولا يشارك ابنك!!” أتمنى أن نعيد النظر قبل اتخاذ القرارات؛ حتى لا نكسر قلوبهم البريئة، ونكون لطفاء مع الجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى