غارديان: العلاقات الأمريكية الصينية تنزلق إلى هاوية سحيقة
وكالات – العربي
في الماضي، كان المراقبون يأملون في أن تقوم الصين وأمريكا بتقوية العلاقة بينهما، لكنهم صاروا يتمنون أن تتوقف عن التدهور.
شهدت ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما محادثات جادة حول إمكانية تأسيس “مجموعة الإثنين” بين الصين والولايات المتحدة، صحيح أن الأمر لم يكن سهلاً، لكنه لم يخلُ من جدية بهدف إيجاد حلول للمشكلات العالمية سويًا.
عداء واضح
غير أن ثمن العداء بين الدولتين بحسب صحيفة “غارديان” بات أكبر وأوضح مما كان عليه، لا سيما وسط مخاوف من تراجع اقتصادي عالمي، وفشل في التعامل مع أزمة المناخ، وإمكانية نشوب صراع عسكري في المستقبل. لكن، العلاقات الثنائية تدهورت، فليست العلاقة بين الصين والولايات المتحدة في أسوأ حالاتها فحسب، بل يبدو أنها تنزلق في هاوية سحيقة.
ويبدو أن بكين لم تعد مهتمة برأب هذا الصدع. كما أسهم دعمها لموسكو في هذا التدهور، علاوة على أنها باتت مدفوعة بالاعتقاد أن شراكتها مع روسيا قد تدعمها في مواجهة عداوة الولايات المتحدة. وسيحدد وقت وكيفية انتهاء الحرب في أوكرانيا نقطة محورية في علاقة الصين بالولايات المتحدة.
حرب كلامية
خلال الأسبوع الحالي، وجه شي جين بيمغ نقدًا علنيًا غير معتاد لواشنطن، مشيرًا إلى أن “الدول الغربية التي تقودها الولايات تنفذ حصارًا وقمعًا ضدنا”.
كما حذر وزير الخارجية كين جانغ بأن “مساندة الولايات المتحدة لما يُدعى منافسة ليس إلا حصارًا وقمعًا، ولعبة حياة أو موت، لا يكسب فيها أي طرف”.
ويبدو أن رسالة شي كانت موجهة بشكل كبير لشعبه، حيث باتت القومية، التي لطالما أفادت حزبه، أكثر نفعًا، لا سيما بعد تعثر النمو الاقتصادي. كما تعكس كلماته اقتناع الصين بأن الولايات المتحدة مدفوعة بالغيرة من الهيمنة الاقتصادية الصينية، بقدر ما هي مدفوعة بمخاوف أخلاقية. لكن واشنطن اعتبرت كلماته بمثابة تصعيد للموقف.
وقد اختار الكونغرس الجديد لجنة لبحث المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والحزب الشيوعي الصيني.
مخاوف أمريكية مشروعة
هناك مخاوف مشروعة في الولايات المتحدة من عدة قضايا، بدءًا من تزايد عنف السياسة الخارجية الصينية، ووصولاً للتجسس الصناعي، وبدءًا من معاملة الأويغور، وصولاً إلى مستقبل تايوان.
وتمتزج تلك المخاوف بالقومية، بل وحتى بالعنصرية. ومن شأن سد الصين الفجوة الاقتصادية، والصناعية، والتقنية بينها وبين الولايات المتحدة أن يصيب واشنطن بالهلع، على حد وصف الصحيفة. لكن المشكلات الحقيقية تتمحور حول كيفية عمل الصين، وتخطيطها لاستخدام قدراتها.
تزايد كراهية الآسيويين
ويبدو أن المخاوف تجاه الصين تتخذ منحى جديد، فقد أصدر مجلس شيوخ تكساس وثيقة تحظر على المواطنين الصينيين امتلاك أي عقارات، بما في ذلك المنازل. كما أدت الجائحة لتنامي الكراهية للآسيويين، ويؤدي التهويل والصخب إلى تعذر التركيز في القضايا المهمة وكيفية التعامل معها.
يُضاف إلى هذا، أنه في ظل حكم شي يتعذر فهم القيادة الصينية بدقة، علاوة على صعوبة الضغط عليها لتغيير مسارها، من ثم، ترى الغارديان ضرورة ان تحدد الولايات المتحدة الأولويات والقيم الخاصة بها بشكل أوضح.