محلياتمقالات

عُمان والعراق.. صداقة راسخة وشراكة متجددة

تأتي الزيارة الرسمية التي يقوم بها دولة رئيس مجلس وزراء جمهورية العراق الشقيقة إلى سلطنة عُمان، لتضيف صفحة جديدة في سجل العلاقات العُمانية – العراقية، التي لم تكن يومًا علاقات عابرة، بل هي صداقة راسخة، تمتد جذورها في عمق التاريخ العربي والإسلامي، وتتشابك خيوطها بين الشعبين الشقيقين الذين جمعتهما وحدة اللغة والدين والمصير المشترك.

لقد أثبتت التجارب أن العلاقات بين عُمان والعراق كانت دائمًا تقوم على الاحترام المتبادل والتقدير العميق للخصوصيات الوطنية، وهو ما جعلها علاقات مستقرة ومتينة قادرة على مواجهة تحديات الإقليمية والدولية .

وتعكس الأرقام حجم ما وصلت إليه هذه العلاقات من قوة، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين أكثر من 239 مليون ريال عُماني خلال النصف الأول من عام 2025، توزعت على صادرات متنوعة شملت الكابلات الكهربائية والغاز الطبيعي والرخام والمجوهرات المصنوعة من الذهب، إلى جانب القاز النفطي وغاز خليط البروبان، بما يبرز تنوع مجالات التعاون الاقتصادي بين الجانبين.

وعلى مستوى الاستثمار، تحتضن سلطنة عُمان اليوم أكثر من 1304 شركات عراقية برأسمال يقدر بنحو 94.3 مليون ريال عُماني، بنسبة مساهمة عراقية بلغت 68.2%، وهو رقم يعكس عمق الثقة التي يوليها المستثمرون العراقيون للبيئة الاقتصادية العُمانية، وما توفره من مقومات جاذبة وبنية تحتية متطورة وفرص استثمارية واعدة.

إن هذه الزيارة تأتي لتؤكد من جديد أن عُمان والعراق ليسا مجرد بلدين شقيقين يتبادلان المصالح، بل هما شعبان متقاربان، تجمعهما صداقة تاريخية ، ويتطلعان معًا إلى بناء مستقبل يزدان بالمزيد من التعاون والتكامل، في انسجام مع الرؤية العُمانية 2040، ومع مساعي العراق نحو التنمية والبناء.

ومن هنا، فإن المباحثات الرسمية التي سيجريها جلالة السُّلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ مع دولة رئيس الوزراء العراقي، لا تمثل مجرد لقاء دبلوماسي رفيع، بل هي تجسيد حي لآمال وتطلعات الشعبين، وخطوة واثقة نحو تعميق التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، وترسيخ الأخوة العربية التي ستظل جسرًا يربط بين بغداد ومسقط عبر الزمن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى