أدبيات

“عمر الزهور” بقلم : بشرى هلال الغيلانية

على الرغم من أن عمر العشرينيات يعتبر من أفضل المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان لما تتميز به من قوة الطموح والبدن والفكر ولكنها في ذات الوقت عبء على الشاب نفسه.
الشباب في هذا العمر يميلون لحب الحياة والتجربة وعيش المغامرة فتجدهم مشتتين ما بين مسؤولياتهم الاجتماعية وما يتوقعه الأهل والأقارب منهم وبين ما يفضلون عمله، لذلك العديد من هؤلاء الشباب يتخلى عن حبه لهواياته ويتجه للعمل الجاد لأنه من سيضمن له العيش الكريم -كما يعتقد أهله ومجتمعه- فتكاد لا تجد عربي يقتات من ما يحب من الفنون كالرسم والكتابة وغيرها لأنه سيكون في نظر المجتمع فاشل لم يستطع أن يكون مثل قريبه فلان وقريبته فلانه ذوي المناصب المرموقة !

يمر الكثير من الشباب في هذه المرحلة العمرية بالإكتئاب وبعض المشاكل النفسية نظراً للضغط الذي يتحملونه من المجتمع جراء تحميلهم مسؤوليات أكبر من طاقتهم أو مقدرتهم فتسمى هذه المرحلة عمرياً بأزمة ربع العمر أو مقتبل العمر.

قد يستهزئ السامع بهذه الأزمة باعتبارها ضرباً من الخيال ولكن إن تأملناها نجد أن الشاب في هذا العمر يجب أن ينهي دراسته الجامعية بمعدل ممتاز أو جيد جداً ومن ثم يعمل ويبني بيت المستقبل ويؤسس أسرة وهي أمور غالباً خارجة عن ارادته لأنها ليست كلياً في يده فمن يخفق في تحقيق أيٍ من هذه الأمور المجتمعية يتعرض للإستنقاص ومقارنته بأقرانه وما حققوه.

ولكن ما يجب أن يدركه الشباب عن هذه الأزمة -هذه المرحلة العمرية بالذات بكل ما تحمله من ضغوط- أن أعراضها طبيعية وصحية لتطور الفرد والطريق الذي سيوصله لطموحاته فلا يجب أن يستسلموا او يشعروا باليأس وإنما يستمروا بالمحاولة إلا أن يصلوا لمبتغاهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى