“علمتني الحياة” بقلم: فائزة بني عرابة – سلطنة عُمان
كل يوم يمر علينا نتعلم منه شيئًا ، يضيف لنا شيئًا جديدًا، من المواقف، الناس، كتاب نقرأه، فيديو نشاهده، نتعلم من الصغار والكبار. كل ما نتعلمه من الحياة يؤثر علينا ويصقل شخصياتنا، ويكون دليلاً لنا في الحياة، فماذا علمتني الحياة؟
علمتني الحياة أن أحسب لكل كلمة أتفوه بها ألف حساب، وأنْ أزن كلماتي بميزان من ذهب خوفًا من جرح أحدهم، فقلوب الناس مكتظة بأمور يجهلها حتى أعزّ الأصدقاء، فلنكن سلامًا على قلوبهم بكلماتنا، فقد تكون الكلمة الطيبة هي رأس مالنا الأعظم.
علمتني الحياة بأن الأشخاص بأفعالهم وأسلوبهم هم الذين يحددون منزلتهم ومكانتهم عند الآخرين، وأن أينما تضع نفسك يضعك الآخرون، فأختر لنفسك موضعًا يسمو بها عاليًا.
علمتني الحياة أن لا أحد يسد مكان أحد، وأن كل شخص نقابلة في حياتنا يترك بصمة في قلوبنا لن يتركها شخص آخر نفسه، وأن لكلِ من يمر في حياتنا أثر باقي، خيرًا أم شراً.
علمتني الحياة أن الإنسان يعطي ولا ينتظر المقابل، فليس كل البشر يقابلون الخير بالخير، وليس كل البشر يذكرون الجميل، فهنالك فئة من الناس مهما بذلت لهم تبقى مقصرًا في نظرهم ويجحدون المعروف. يُقال:” لو أعطيت الناس أحد عيونك لقالوا أعطانا عينه الخربانة”. لذلك اِعمل الخير ويكفيك أن الله يعلم بك ولا ينسى بذلُك وعطائك.
علمتني الحياة أن الأهل أولاً ثم الأقرباء قلبًا لا دمًا.. فكم من صديق ولدته لنا الأيام والمواقف، وكم من أناس لم تربطنا بهم صلة الدم ولكنهم اِستوطنوا قلوبنا لقربهم منا، هم السند والعون، قولاً وفعلاً.
علمتني الحياة أن ما يأُخذ منا ليس نصيبنا، وأن ما فاتنا ليس خيرًا لنا، وأننا لا نعلم ما السوء الذي يصرفه الله عنا عندما نتعثر في شيء ما، وأن الإنسان رزقه لن يأخذه غيره ولو بعد حين. كل الأمور تحدث بقدر وحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه. وكل شيء في وقته حلو بإذن الله.
علمتني الحياة أن سعادة الآخرين لن تنقص من سعادتي شيئًا، وأن قول الحق لا ينقص من قدر الإنسان، وأن الإعتذار والتغاضي السبيل لكسب القلوب، وأن التواضع والقناعة والرضا سمات عظيمة للعيش بسلام.
علمتني الحياة أن الأمل هو المفتاح للوصول، فالحياة أمل، نبراسها العمل كن فيها صبور تنل أعلى الرتب، وأن لا وجود لليأس في قاموسنا، مهما واجهنا من مواقف ومهما مررنا بصعاب وضعفنا حتى البكاء بطبيعتنا كبشر ، يبقى حسن الظن بالله هو مُنقذنا ليطمئن البال.