الصحة

علماء يحذرون من خطر انتشار فئة جديدة من متغيرات كورونا

أطلق عدد من العلماء تحذيراً جديداً من خطر انتشار فئة جديدة من متغيرات جائحة كورونا، مشيرين إلى أنها قد تتسبب في موجة جديدة من الإصابات في فصل الصيف. يخشى العلماء من “موجة صيفية” لكوفيد-19 وذلك بعد اكتشاف مجموعة جديدة شديدة العدوى من متحورات أوميكرون الفرعية في الولايات المتحدة، حسبما ذكرت مجلة “نيوزويك” الأميركية. وانتشرت الفئة الجديدة من المتحورات الفرعية لفيروس كورونا، المسماة FLiRT، بسرعة عبر الولايات المتحدة، مع سلالة واحدة هي KP.2، لتصبح السلالة الجديدة لفيروس كورونا في أميركا اعتباراً من 11 مايو، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. ويتميز المتحور الجديد بطفرات في البروتينات الشوكية، وهي نتوءات على سطح الفيروس تسمح له بدخول خلايا الإنسان. كما تُستخدم هذه البروتينات أيضاً كهدف لجهاز المناعة والتطعيمات لدى البشر.

ووفق هذه المعطيات، يتصاعد القلق بشأن تهديد موجة من فيروس كورونا صيفية في الولايات المتحدة، بفعل متغير FLiRT الجديد، حيث أصبح المسؤول الرئيسي عن الإصابات في البلاد، حسب شبكة CNBC. وأوردت الشبكة أن البيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تظهر أنه حتى 11 مايو الجاري، فإن سلالة KP.2 هي واحدة من السلالات المعروفة باسم FLiRT، مسؤولة عن أكثر من ربع الحالات في البلاد، وهو ما يقرب من ضعف عدد حالات من سلالة JN.1. وفي أوروبا أيضاً، ارتفعت حالات الإصابة، حيث تم اكتشاف السلالة الجديدة الآن في 14 دولة. وقالت منظمة الصحة العالمية في آخر تحديث لها في وقت سابق من هذا الشهر إن الحالات لا تزال محدودة في جميع البلدان المبلغة. ومع ذلك، تظهر كل دولة على حدة “زيادات طفيفة في عمليات الكشف عن مستويات منخفضة للغاية”. وفي الأسبوع الماضي، قالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إنها تواصل مراقبة البيانات المتعلقة بالمتغيرات الجديدة في المملكة المتحدة وعلى المستوى الدولي، وتقييم مدى خطورتها والفعالية المستمرة للقاحات. وقالت الوكالة في تحديث جديد: “لا يوجد تغيير في نصيحة الصحة العامة الأوسع في هذا الوقت”. والسلالات المتحورة من FLiRT هي امتدادات لسلالة JN.1، وجميعهم جزء من عائلة أوميكرون الأوسع، التي تسببت في موجة تفشي خلال هذا الشتاء، وفق الشبكة. وحسب عالم الفيروسات في كلية جونز هوبكنز للصحة العامة في الولايات المتحدة، أندي بيكوز، فإن “هذه المتغيرات تتسبب بأحد أمرين، إما أنها تجعل الأجسام المضادة التي اكتسبتها من التطعيم أو الإصابة غير قادرة على إيقاف الفيروس، أو أنها تزيد من قوة ارتباط الفيروسات بالخلايا”. وتؤدي التغيرات في سلالات FLiRT إلى زيادة قدرتها على الانتقال، ومن احتمالية حدوث موجة صيفية، مما يشكل تهديداً، حيث يتبع فيروس كوفيد-19 بعض الأنماط الموسمية، والتي شملت زيادة في الإصابات خلال الصيف في السنوات الماضية. وأشار الخبير في الأمراض المعدية بجامعة فاندربيلت بولاية تينيسي الأميركية، ويليام شافنر، إلى أنه “في الماضي كانت هناك بعض المتغيرات التي بدأت بالانتشار بقوة، ولم نتمكن من السيطرة على الوضع. وقد تتطور هذه السلالات الفرعية تدريجيا لتصبح سائدة، أو قد تكون مسؤولة عن نسبة تتراوح بين 20 و40% من الحالات ثم تستقر عند هذا المستوى، لهذا علينا فقط أن نراقب وننتظر”. وعلى الرغم من انخفاض مستوى مراقبة كوفيد 19 بشكل كبير منذ انتهاء حالة الطوارئ الصحية العامة في الولايات المتحدة قبل عام، فإن هذا الأمر يضيف أيضاً إلى عدم اليقين. وتظهر البيانات أن معدلات دخول المستشفى في الولايات المتحدة بسبب كوفيد 19 انخفضت من حوالي 8 حالات دخول جديدة لكل 100 ألف شخص في الأسبوع الأول من العام، إلى حوالي حالة دخول جديدة لكل 100 ألف شخص في نهاية شهر أبريل/ نيسان الماضي. وقال خبراء إنه بالنسبة للأشخاص الذين تلقوا لقاح كورونا الخريف الماضي، قد يكون لديهم بعض الحماية ضد المتغيرات الجديدة. وستجتمع اللجنة الاستشارية للقاحات التابعة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية في يونيو/ حزيران، لمناقشة توصيات بشأن إصدار لقاح كورونا الذي سيكون متاحاً هذا الخريف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى