مقالات

“سلطنة عُمان وشعبٌ تفرد بالتلاحــم والتراحم” بقلم: هلال بن مسعود السنيدي

“قـُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ” نحن كشعب عُماني  لدينا اليقين الكافي بأن ما يحدث من التغيرات المناخية هي بأمر من الله فهو من يسيرها ويوجهها بقدرته فلا اعتراض على قدرة الله سبحانه وتعالى.

فالإنسان عليه أن  يتصدى  لهذه الأنواء المناخية المتغيرة بما أوتيا من علم واستعداد لها بكل ما يتيسر لـه من إمكانية سواءً مادية أو بشرية مدربة على كيفية التعامل في مثل هذه الحالات الطارئة.

جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه هـو الأب الحنون على أبناء شعبه في السراء والضراء وهو يتألم بما سيحل على عُمان من آثار ودمار وما سيخلفه إعصار شاهين على أرض عُمان، عُمان من شمالها لجنوبها كانت  قلقة وحزينة لما قد سيخلفه هذا الإعصار المرّوع  من دمار وفقد للأرواح  ولكن نحمد الله ونشكره، لم تكن هناك خسائر في الأرواح على حسب ما هو متوقع من قوة هذا الإعصار.

ونسأل الله أن  يتغمد بواسع رحمته جميع شهداء الغرق ويخلف ذويهم خيرًا  على كل فقيد عزيز عليهم ويجزيهم ويعظم أجرهم في مصابهم  الجلل  وأن يكتبهم من الصابرين، و إننا نرفع أكف الدعاء إلى الباري العزيز الحكيم أن يعوض كل من فقد أموالاً أو ممتلكات.

وإن حرص جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله من خلال المتابعة السامية المستمرة ليلاً و نهارًا و أولاً بأول بما يدور على أرض الواقع من تطورات لهذه الحالة المدارية التي أصبحت ضيفًا ثقيلاً غير مرغوبٍ فيه، حيث كان همه الأكبر  المحافظة على سلامة المواطنين والمقيمين على أرض عمان الطيبة، وقـد أسدا توجيهاته السامية إلى عقد اجتماع لقطاعات  المنظومة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة المعهودة لها في كيفية التعامل مع الحالات المدارية السابقة والتي أثبت فيها قـدرتها وممارستها المشهودة لها  بالتعامل بامتياز في تلك الظروف وأشدها صعوبة.

نعم إنهم رجال عُمان البواسل سواءً كانوا  في المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة  أو شرطة عُمان السلطانية وهيئة الدفاع المدني والإسعاف أو الأجهزة العسكرية والأمنية الأخرى.

فهي تتابع المستجدات المتطورة أولاً بأول عن كثب، وتغذي به وسائل الإعـلام والتواصل الاجتماعي لكي يكون المواطن والمقيم على دراية ويقين  بما يدور من تطوارات لهذه الحالة. وما إن هـدأت العاصفة نوعًا ما حتى  أسرع جلالته أعزه الله فأمـر بتشكيل لجنة وزارية لتقصي الحقائق وحصر  وتقييم الأضرار الناجمة من تأثير هذا الإعصار والـتـي تعرضت لها منازل المواطنين وممتلكاتهم المختلفة في المحافظات التي تأثرت مباشرة بمركز الحالة المدارية، وإصلاح البنية الأساسية التي تضررت نتيجة هذه  الحالة  المناخية في أسرع وقت.

وبالفعل لم تتوانى تلك اللجنة في مباشرة عملها تنفيذًا للأمـر السامي كُلاً في مجال اختصاصه، وما إن أوقفت الرياح أزيزها والأمطار انسكابها حتى شمر  أبناء عُمان الملحمة الوطنية في تكاتف المواطنين في بناء الوطن بسواعد أبنائه، في مواصلة مسيرة العمل التطوعي والتراحم فيما بينهم، شعبٌ لا تقهره الأعاصير فهم يدٌ واحدة، فكلٌ يهب بما لديه من مساعدة لإخـوانهم من المتضررين من خلال ما نسمع ونرى في قنوات التواصل الاجتماعي  والقنوات الإعـلامية من جهود جبارة  تبذّل جنبًا إلى جنب لمساندة إخوانهم المتضررين ومساعدة إخوانهم أفراد القوات المسلحة وشرطة عُمان السلطانية في إزالة الأثار المترتبة من جراء مخلفات السيول.

و هنا هبت الأيادي البيضاء في جمع التبرعات من منطـلق البر والتقوى والمشاركة في أداء الواجب الوطني  والجود بالموجود عونًا ومساعدةً لإخواننا المواطنين والمُقيمين في الاماكن المتضررة حريصين بالوفاء والعرفان للوطن الغالي.

فعُمان عظيمة بشعبها، هي التي من يـجتاز المحن بما يمنحها أبناؤها   الأوفياء، وقفة التلاحم والتراحم  من أهم المبادرات ممثلة في الفرق التطوعية المشاركة في تخفيف أضرار إعصار شاهين فإن سلطنة عُمان كما هي معهودة بطيبة و بشهامة شعبها وبـكرم سلطانها هيثم المجد والعز  فشعب عُمان المغوار حماة لهـذا الوطن من أية تبعات للكوارث الطبيعية أو منغصات على أمنه واستقراره.

نسأل الله العلي القدير أن يحفظ عُمان قيادةً وشعبًا وأن يعم الخير أرضها الطيبة. لا نقول إلا ما يرضي الله في السراء والضراء، ونقول الحمد لله على ما أعطيتنا وما أخذت منِّا، فأنت المعطي ونحن السائلون عن عطاياك الكثيرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى