سلطنة عُمان والولايات المتحدة تؤكدان على الشراكة التاريخية والاستراتيجية بشأن الأمن الإقليمي
العمانية-العربي
استقبل معالي انتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة اليوم معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية في واشنطن، احتفاءً بمعاهدة الصداقة والعلاقات الاقتصادية والحقوق القنصلية الموقعة بين البلدين الصديقين في 20 ديسمبر 1958، فضلًا عن تاريخ طويل من التعاون يمتد إلى 189 عامًا منذ التوقيع على معاهدة الصداقة والتجارة في 21 سبتمبر 1833.
وإدراكًا منهما لقوة العلاقات الثنائية، أعلن الجانبان عن تنظيم أعمال الحوار الاستراتيجي الأول بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الذي سيشمل ثلاث مجموعات عمل تركز على التعليم والتبادل الثقافي والتجارة والاستثمار والطاقة المتجددة، حيث تعتزم مجموعات العمل عقد اجتماعاتها بانتظام والخروج بنتائج ملموسة تحقيقا للأهداف المشتركة.
وأكد الجانبان على الشراكة التاريخية والاستراتيجية المتنامية بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة بشأن الأمن الإقليمي، حيث أعرب معالي انتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة لمعالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير الخارجية عن الشكر على دعم سلطنة عُمان الثابت للقضايا الإنسانية، بما في ذلك دورها في تأمين حرية المواطن الأمريكي باقر نمازي من إيران.
وجدّد الجانبان اتفاقهما على عدم وجود حل عسكري للصراع في اليمن، وشدّدا على دعمهما وحدة أراضي اليمن وسيادته واستقلاله، ودعيا إلى تمديد شامل للهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وبدء عملية سياسية شاملة تسمح لجميع اليمنيين بتقرير مستقبل بلادهم حيث سيوفر تمديد الهدنة إغاثة فورية للشعب اليمني من خلال الإفراج عن مدفوعات الرواتب وغيرها من الإجراءات.
وأكّدا على أن الحل السياسي هو الحل الذي يمكن أن يعالج الأزمة الإنسانية الأليمة في اليمن وتحقيق مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
وشكر معالي وزير خارجية الولايات المتحدة سلطنة عُمان على الدور المهم الذي قامت به في تأمين تحقيق الهدنة على مدى الأشهر الماضية، وأعرب عن أمله في أن تتوصل الأطراف اليمنية، بدعم من سلطنة عُمان والإجماع العام في المنطقة وخارجها إلى اتفاق بشأن التوصل لهدنة شاملة تسهم في تسريع إعادة المسار إلى طريق السلام.
وتأكيدًا على أهمية العلاقات بين الشعبين الصديقين، تلتزم حكومتا سلطنة عُمان والولايات المتحدة بالمضي قدمًا لمناقشة استئناف البرامج الأكاديمية والثقافية، مثل برنامج فولبرايت للأكاديميين العُمانيين، وتوسيع برنامج التبادل الأكاديمي والمهني القائم على الأبحاث التي تشمل مجالات التعاون الواردة في اتفاقية التعاون العلمي والتكنولوجي الموقعة في 22 يناير 2016.
كما أشاد الجانبان باتفاقية التجارة الحرة بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة لعام 2009 كأساس لتوسيع الفرص التجارية.
ورحّبا بالتوقيع المرتقب على مذكرة تفاهم بين سلطنة عُمان وبنك التصدير والاستيراد الأمريكي، التي ستسهم في تعميق التعاون في القطاعات الاقتصادية الرئيسة من الطاقة المتجددة إلى التصنيع.
كما أكدا على التزامهما المشترك بتعزيز العمل تجاه قضية تغيّر المناخ العالمية، ودعم الوصول إلى طاقة نظيفة يمكن الاعتماد عليها وبأسعار معقولة.
وأشاد معالي وزير خارجية الولايات المتحدة بإعلان سلطنة عُمان الأخير عن هدفها تحقيق الحياد الصفري للكربون بحلول عام 2050، والهدف المتعلق بإنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030.
وركّز كلا الوزيرين على هذا الهدف المشترك في سياق رغبة البلدين في تعميق التعاون بين القطاعين العام والخاص في مجال الابتكار ونشر الطاقة النظيفة.
ورحّبت الولايات المتحدة بالدور القيادي المستمر لسلطنة عُمان في استضافة مركز الشرق الاوسط أبحاث تحلية المياه (MEDRC) وتعزيز بناء السلام الإقليمي من خلال الحلول المشتركة لندرة المياه العذبة.
كما ناقشا التزامهما القوي بحل الدولتين المتفاوض عليه كأساس للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كما أكد الوزيران على ضرورة حل النزاعات الدولية بالوسائل السلمية ووفقًا للقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، وناقشا أهمية حماية الحريات والقيم الأساسية المنصوص عليها في الميثاق.