“سلطنة عُمان ؛ تستمر تحدياتها وتستمر معها الجهود” بقلم : ظافر بن عبدالله بن أحمد الحارثي
عُرفت سلطنة عمان عبر التاريخ بكونها كياناً حضارياً فاعلاً ومؤثراً، تحتل مكانة مرموقة بين الدول، مما بلا شك تعد ترجمة واضحة لجهود رمز الحركة التنموية المغفور له بإذن الله جلالة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه، وتلك الأيادي المخلصة التي رافقت مسيرته في بناء دولة قوية؛ كما عُرفت عمان أيضاً بسياستها ومبادئها المتبعة والتي استمرت وسوف تستمر بقيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله-، والتي أكد جلالته على استمرارها واستمرار رسالة عمان منذ الخطاب الأول مؤكداً على كونها من الثوابت؛ إلا أن هناك متغيرات متعلقة ومرتبطة بمواكبة التطورات التي تطرأ في الحياة وإحتياجات الأفراد، حيث يتمثل هذا التغيُّر في دخول السلطنة في مرحلة جديدة من التنمية يصاحبها طموح سامي مستندة على التخطيط والكثيرمن العمل.
وفي رؤية عمان 2040 مسارٌ واضح لكل قطاع ومجال، محتوية عدد من الأهداف التي تعكس مستوى طموح الشعب والدولة اللذين قد شاركا مرحلة تحضير وتنفيذ هذه الرؤية حتى وُصولها لمستوى الصياغة ثم التنفيذ، ومن خلال الشهور الخمسة الأولى لمشوار العهد المتجددة بقيادة مولانا جلالة السلطان هيثم – حفظه الله ورعاه- ، مؤشرات تخدم هذه الرؤية وتمهد طريق تحقيقها، لعل أبرزها تحديث منظومة التشريعات والقوانين والتي تأتي على شكل مراسيم سلطانية تتضمن (إنشاء قوانين و تعديلها ، صدور قرارات ، انضمامات لإتفاقيات وإعادة تشكيل عمل الحكومة) علاوة على عدد من الإجراءات المتخذة ؛ كل ذلك، وبالإضافة لضرورة أهمية الحفاظ على مكتسبات مسيرة النهضة العمانية.
على مدى الزمان عُرف بأن أهم عناصر الإنتاج هو الإنسان؛ وأن لا قيمة للرؤى إن لم تكن من اللإنسان للإنسان، وهذا الأمر لا يعد ضمن رؤية عمان 2040 فحسب وإنما بدأ منذ قديم الأزل وتطور لأسباب منطقية شيئاً فشيئاً؛ وعلى مستوى التجربة العمانية، يعد دور المرأة والرجل العماني وغير العماني أثر بالغ في حجم النهضة التي وصلت إليها السلطنة في جميع المجالات؛ مما يستدعي أهمية ضمان استمرارية هذا التقدم فهو للمجتمع الذي من واجبه المشاركة في العمل والمحافظة عليه؛ كما أن للقيادة دوراً جوهرياً في توجيه الجهود ومشاركتها وتشجيع الأفراد والحرص على تحقيق المصلحة العامة والتي بدأت صريحة في جهود القيادة العمانية شخصاً ومنهجاً.
ها هي عُمان تمضي في الإرتقاء، تخوض تحدياتها المتجددة الداخلة والخارجة بعزيمة لا تلين بسواعد أبنائها المخلصين وبقيادة قوية صلبة فكراً وجهداً؛ تتعاقب عليها الأجيال في الزرع والحصد في الرخاء والشدائد وتبقى عُمان، هذه السلطنة الكيان الباقي والغاية الأسمى؛ فلنستشعر ذلك جمعينا حتى نواصل إجتياز التحديات بجودة وكفائة.
( إن بناء الأمم وتطورها مسؤولية عامة يلتزم بها الجميع، ولا يستثنى أحد من القيام بدوره فيها، كل في مجاله وبقدر استطاعته، فقد تأسست عمان وترسخ وجودها الحضاري بتضحيات أبنائها، وبذلهم الغالي والنفيس من أجل الحفاظ على عزتها ومنعتها، وإخلاصهم لأداء واجباتهم الوطنية، وإعلائهم لمصالح الوطن على المصالح الشخصية، وهذا ما عقدنا العزم على إرسائه وصونه ) خطاب جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه-.