ها أنا أكتب في زنزانتي التي ليست كزنزانة المساجين.
أصبحنا سُجناء ونحن أحرار!
أكتب قصة لن ينساها الدهر وستكررها السُنون.
ها هي شوارعنا باتت خاوية بعد أن كانت تضج بالذاهب والآئب والآن :
يعُمها الصمت وهمس الريح التي باتت لها الأنيس والونيس.
ماذا حدث لنا ؟؟
أعتزلنا العالم وذوينا وأنفسنا
بتنا في عزلة موحشة
باتت كُربة
عَمَّ الضجر والصمت ظَهر
تلك الورقة التي علقتها على نافذتي المطلة على الشارع كُتب عليها ستمطر !
متى ستمطر؟! ستمطر قريبًا جدًا
ستمطر شوقًا
ستمطر حنينًا
ستمطر لهفةً
ستمطر من جديد
وسنعود من جديد
ستشرق شمسنا وتعود الضجة لشوارعنا
والروح والصخب واللهو واللعب
سنعود يا أرض
فالله قريب
ولنا يجيب
