الحكومة العراقية تأسف لأحداث السليمانية وتؤكد على ضرورة الالتزام بالقانون ودرء الفتنة

أعربت الحكومة العراقية عن أسفها للأحداث التي شهدتها محافظة السليمانية وأسفرت مقتل وإصابة عدد من الأشخاص، مشددة على أنها لن تدخر جهدا في درء الفتنة في جميع مناطق العراق بما فيها إقليم كوردستان.وقال صباح النعمان الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في بيان صحفي، إن الحكومة الاتحادية تؤكد على ضرورة التزام الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية وفقا لأحكام الدستور وبما ينسجم مع مبادئ العدالة وسيادة القانون.

وشهدت مدينة السليمانية ليل الخميس الجمعة انتشارا أمنيا واسعا وإغلاقا للطرقات قبل اندلاع اشتباكات مسلحة بين القوات الأمنية وعناصر موالية لرئيس حزب “جبهة الشعب” لاهور شيخ جنكي. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة نحو عشرة آخرين بجروح.وأوضح النعمان أن الحكومة تشدد على ضرورة تنفيذ الإجراءات القانونية بحيادية وشفافية، بعيدا عن أي مظاهر مسلحة أو محاولات لترهيب المواطنين، مؤكدا أن إنفاذ القانون يجب أن يتم بما يحفظ كرامة الإنسان وحقوقه.وأكدت الحكومة العراقيو أن الحفاظ على أمن المواطنين في الإقليم وفي عموم محافظات العراق واجب وطني وأخلاقي، وأنها لن تدخر جهدا في درء الفتنة وتعزيز السلم المجتمعي وترسيخ الاستقرار، مشددة أن مصلحة السليمانية وأمن وسلامة أهلها وأمن الإقليم والعراق فوق كل الاعتبارات.وتمكنت القوات الأمنية العراقية من اعتقال رئيس حزب “جبهة الشعب” لاهور شيخ جنكي وشقيقيه بولاد وآسو بعد اقتحام فندق “لالة زار” الذي كان يتحصنون فيه مع عناصرهم الموالية. وجاءت عملية الاعتقال بعد اشتباكات عنيفة استمرت لساعات بين حمايات شيخ جنكي ووحدات من مكافحة الإرهاب والكوماندوز وعناصر الاتحاد الوطني الكوردستاني.

وكانت محكمة تحقيق الأمن في السليمانية قد أصدرت مذكرة توقيف بحق لاهور شيخ جنكي بموجب المادة 56 من قانون العقوبات العراقي على خلفية قضايا تتعلق بالأمن والنظام العام.ومع اتساع رقعة التوتر، شهدت المدينة هجومين بطيران مسير وإطلاق نار في منطقة دباشان حيث منزل بافل طالباني رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني.

وفي وقت سابق، أصدرت رئاسة إقليم كوردستان العراق بيانا شددت فيه على سيادة القانون وحماية أمن واستقرار السليمانية وصون أرواح وممتلكات المواطنين، مؤكدة أن جميع الخلافات يجب أن تحل في إطار القانون وبعيدا عن العنف، وعبرت عن تعازيها لعائلات الضحايا ومتمنية الشفاء العاجل للجرحى.

ودعا رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني إلى ضبط النفس ووقف المواجهات، محذرا من أن التوترات الحالية تستهدف أمن واستقرار الإقليم، ومشددا على حل أي خلافات بالطرق القانونية، مؤكدا سعيه لمنع إراقة الدماء والعنف.

يذكر أن لاهور شيخ جنكي شغل منصب الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكوردستاني قبل عزله في يوليو 2021 إثر خلافات داخل الحزب، وأسس بعد ذلك حزب “جبهة الشعب”، الذي شارك لأول مرة في انتخابات برلمان كوردستان عام 2024 وحصل على مقعدين.