” درر السماء ” بقلم : رمضان زيدان
دررُ السماء تبتّلت عيناها
بعثت من القلب الرحيم مداها
نسجت من الغصن الجميل نضارةً
غمرت عقول المؤمنين رؤاها
نعمٌ تبدّى في السماء صفاؤها
ويفوحُ من بين المروج شذاها
يهفو النسيمُ على الغصونِ محبةً
ويعانق الثغرُ المنير سناها
والأرض سبحان المُجل لخيرها
يمضي السحابُ يُقِل في سقياها
قطرات خيرٍ قد تغنى وجهها
ليُعيد من نبض القلوب نِداها
دررٌ تجود على الورى خيراتها
وتبث في صحو النفوس مُناها
دررٌ تفيض بها السماءُ نداوةً
دررٌ تعانق في الثرى نجواها
إني أرى بين الجداول روحها
أملاً حبيباً قد صفا ودعاها
ورأيت من بين المرابع شمسها
وجهاً جميلاً بالضياءِ حباها
قسماتُ حبٍ قد تغنَّى لحنها
لاقت عيون الناظرين صفاها
قسماتُ صبحٍ غرَّدت أطيافُها
وجه الشروق مُداعباً دنياها
درر العطاءِ لقد تتابع غيثها
فوق الرمال تبسمت بُشْراها
لتفيض بالخير المُعانق بهجةً
عين السماء شموخها وذُراها
يا صــاحِ رفقــاً بالميـاه فإنها
روحُ الحيــاةِ وقلبُها وعُـــراها
رفقــاً بهــا إن الحيــاةَ بدونها
شيءٌ مُحــالٌ لو علمـت جفــاها
رفقــاً وديعــاً لا تبعثرهــا سدىً
حبــاتُ درٍ أينعت فحــواها
لا تُسْرِفوا إنَّ المياه حياتنا
كونوا حماةً صُبْحِها ومساها
كونوا دعاةً للرشاد لأجلها
والســابقين بوقفــةٍ لحِمــاها
كونوا هُداةً إن ملكتم نبعَها
روح الخلائق أنشدت رؤياها
دررُ المياهِ مقادُنا لتقدمٍ
تروي الغصون بغيثها ونداها
تروي الصحارى من عيون عطاءها
نَعمت بلادي خيرها وهناها