مقالات

خالد عمر حشوان يكتب عن “السيجارة الإلكترونية”

السيجارة الإلكترونية “الفيب” هي جهاز يعمل ببطارية يقوم بتسخين سائلا بنكهات مختلفة ويحوله إلى بخار يستنشقه مستخدمي هذا الجهاز المُصَمم لنقل المواد الكيميائية أو النكهات أو الإضافات أي كان نوعها والتي غالبا ما تكون سامة ومُضِرِّة لصحة المستخدم بما فيها النيكوتين والتي تتجه إلى الرئتين مباشرة وتؤثر سلباً على الجهاز التنفسي والصحة بشكل عام بالإضافة إلى المواد التي تعتبر مسببة للسرطان والعياذ بالله.
ويعتبر النيكوتين من أهم أضرار السجائر الإلكترونية لأنه مادة مسببة للإدمان وخاصة للمراهقين منهم لأن الدماغ لدى المراهق يكون حساسا بشكل خاص ويمكن أن يُسبِّبُ له الإدمان ونقص الانتباه والتركيز واضطرابات المزاج والاكتئاب ويكون له تأثيرات أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وضربات القلب وآثار طويلة المدى مثل تلف الحمض النووي وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وتسرب الأمعاء وضباب الدماغ، لذلك فالإقلاع عن السجائر العادية وتدخين السجائر الإلكترونية ما هو إلا انتقال من إدمان إلى إدمان آخر لأته لا يعتبر توقف عن تناول النيكوتين حتى لو اُستخدمت بدائل النيكوتين المُدْرَجَة كمنتجات بديلة للإقلاع عن التدخين والتي تؤدي لارتفاع معدل علاجات محاربة الإدمان والانقطاع عن النيكوتين، وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من السجائر الإلكترونية وكشفت أن الترويج لها يعتمد على إقناع المدخنين أنها وسيلة للإقلاع عن السجائر العادية رغم أنها أكثر خطورة من العادية بسبب النيكوتين وأضراره التي تم ذكرها أعلاه.
أضرار السيجارة الإلكترونية :- بالإضافة إلى أمراض القلب والدورة الدموية والرئتين والدماغ التي ذكرناها سابقا فإنها تسبب أيضا اضطرابات النوم وجفاف الفم والتقيؤ والآم المفاصل وعسر الهضم وحرقان المعدة والغثيان والحرارة وفقدان الوزن ومعاناة كبيرة من السموم التي تدخل الجسم والإدمان على التدخين خاصة لدى المراهقين وقد يتطور هذا الإدمان إلى رغبة في تجربة المخدرات مثل الكوكايين، كما للسيجارة الإلكترونية أضرار على المرأة الحامل والتي قد تُسبب الولادة المبكرة وموت الجنين أحيانا أو أضرار على دماغ الطفل أو أعضاء أخرى أثناء نموه.
كما أكدت وزارة الصحة السعودية احتواء السجائر الإلكترونية على مواد ذات مخاطر عالية على جميع أعضاء الجسم وخاصة الرئتين والدماغ مثل النيكوتين والمُركَّبَات العضوية والمعادن الثقيلة مثل النيكل والقدير والرصاص والمواد الكيميائية والنكهات مثل ثنائي الإستيل وبعض الجسيمات المتناهية في الصغر والتي تستقر داخل الرئتين عند التدخين ناهيك عن السائل الذي قد يسبب تسمم النيكوتين.
أثار السيجارة الإلكترونية على غير المدخنين :- كشفت دراسة أجريت بمركز ريغان الطبي بجامعة كاليفورنيا وأعُلِنَتْ نتائجها في الموقع الإلكتروني للمركز عن أن الباحثين رصدوا بين غير المدخنين زيادة مستويات “الإجهاد التأكسدي” (وهو الخلل بين العوامل المؤكسدة والعوامل المضادة للتأكسد بسبب زيادة العوامل المؤكسدة المسببة للأمراض) وأن مدخني التبغ والسجائر الإلكترونية لم تكن لديهم زيادة في الإجهاد التأكسدي بسبب ارتفاعه لديهم مقارنة بغير المدخنين وأن جلسة مع مدخن لسيجارة إلكترونية لمدة نصف ساعة تزيد من الإجهاد التأكسدي في خلايا غير المدخن بمقدار مرتين إلى أربع مرات مما يزيد من قلقهم بسبب زيادة التدخين الإلكتروني بين المراهقين والشباب.
الخطوات اللازمة للإقلاع عن التدخين وخاصة الإلكتروني: – وهي كثيرة وسوف نركز على أهمها وأكثرها تأثيرا مثل:

  • الوعي بمخاطر التدخين وأضراره والرغبة الجادة في الإقلاع عنه والإرادة القوية وتحديد المحفزات للإقلاع.
  • وضع خطة للإقلاع ولا مانع من مشاركة الطبيب الخطة والمخاوف والأهداف من أجل البقاء على المسار الصحيح.
  • الالتزام بمواعيد الإقلاع عن التدخين ومن الأفضل ألا يبعد أكثر من أسبوع إلى أسبوعين للشعور بالثقة في القرار.
  • وضع توقعات تساعد على معرفة التحديات المستقبلية المحتملة للالتزام بهذه الخطة وخاصة للأسابيع الأولى.
  • اللجوء للطبيب في حالة الرغبة الشديدة للتدخين بعد الإقلاع والذي قد ينصح ببعض الأدوية المساعدة لذلك.
  • البعد قدر الإمكان عن المدخنين في فترة الإقلاع للمساهمة في عدم التأثير والانتكاسة والعودة للتدخين بسببهم.
  • طلب الدعم الاجتماعي من الأهل والأقرباء والأصدقاء والتعاطف مع الذات في مشروع الإقلاع عن التدخين.
    ورسالتي من هذا المقال التي أوجهها لجميع الآباء والأمهات هي أن الوقاية خير من العلاج وأن الحرص ومراقبة الأبناء والقرب منهم ومعرفة أصدقائهم وتنبيههم من أضرار ومخاطر التدخين عامة والسجائر الإلكترونية خاصة وتطوير قدراتهم المعرفية وطرق حماية أنفسهم من العادات السيئة، خاصة أنها من الأمور المهمة لحماية الأبناء من الوقوع في الانحرافات السلوكية ووحل التدخين والذي قد يتطور لا سمح الله إلى تعاطي المخدرات، مع التأكيد على إظهار حرمتها وأثرها على النفس والمجتمع كما قال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام “كلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتِه، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولدِه، فكلُّكم راعٍ، وكلُّكم مسؤول عن رعيَّتِه” (متفق عليه).
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى