“حفل عنوانه الإنحطاط” بقلم : فاضل المزروعي
يهدف الفكر الأولمبي إلى تسخير الرياضة لخدمة التنمية البدنية المتجانسة ، بغية تشجيع إقامة مجتمع يسوده السلام ويعنى بالمحافظة على كرامة الإنسان.
ويساهم في بناء عالم أفضل عن طريق إستثمار ممارسة الرياضة في تعليم الشباب الفكر و القيم الأولمبية .
لكن حفل إفتتاح الألعاب الأولمبية 2024 الذي أقيم مؤخرا في العاصمة الفرنسية قوبل بسخط وغضب شديدين من مختلف أصقاع المعمورة بعد أن شاهد الحفل أكثر من مليارين مشاهد، عبر شاشات التلفاز ، وجاء السخط بسبب الحفل المقزز الذي نسف هدف رئيسي من أهداف قيام الألعاب الأولمبية وهو تعليم الشباب الفكر والقيم .
إن ماجاء به حفل الإفتتاح من فكر خجٍل منه الكبار قبل الصغار والساسة قبل العامة ، ولم يستطع ساسة العالم في أوربا التي ينتمي لها القطر الفرنسي أو حتى من الشرق والغرب أن يخفوا غضبه ،وذلك بسبب الفقرات والمشاهد التي شملها عرض الإفتتاح والذي أظهر صورة قبيحة للمثلية التي تنافي الفطرة البشرية والتي لا يتقبلها لا العقل ولا المنطق.
لكن المنظمون لحفل إفتتاح الألعاب الأولمبية 2024 بباريس بكل وقاحة وتجاهل للذوق روجوا لهذه الفكرة من خلال حمل الشعلة من قبل (متحول) وأضافوا لذلك فقرات راقصة لشواذ من مختلف الأعراق ، وتعدى إلى الإستهزاء بالديانة المسيحية من خلال فقرة (العشاء الأخير) الذي قوبل بإعتراض صارخ لمعتنقيه وأغضب اليونان مهد الألعاب الأولمبية .
لا تدري كيف تجرأ منظمو الحفل بإجازة هذه الفقرات ومنهم اللجنة الأولمبية الدولية التي من المفترض تصادق على الحفل وتطلع عليه قبل عرضه ، لكن هذه الأفكار المتطرفة والداعمة للجندرية تحدٌت الجميع من خلال هذا العرض وفي هذا المحفل الرياضي الذي يعد أكبر المحافل عددا للمشاركين،ومررت فكرتها المقززة .
هؤلاء هم من يدّعون الحضارة والثقافة كيف يستغلون الفرص في تمرير أفكار مرفوضة ومنافية للأخلاق والقيم في وقت كانت هذه الحركة قد بدأت في الخفوت مع ظهور أصوات عالية بعدم تقبلها ومحاربتها ، حيث سبق وأن شهدنا محاولات فاشلة خلال مونديال كأس العالم الأخيرة في قطر ، لكن المنظمون تصدوا لها ، وعلى مايبدو أن المنحرفين أخلاقا وفكرا إنتهزوا هذه الفرصة مع الدعم لإحياءها في حفل إفتتاح الأولمبياد.
إن ماجرى وإن كان مجرد حفل لطخ صورة الألعاب الأولمبية التي ظهرت بوجه بريء وجميل منذ إنطلاقها رسميا عام 1896 ميلادية ، وهز سمو المشاركة الكبيرة من رياضيي العالم الذي تمنى بعضهم عدم المشاركة في هذه النسخة.
حادثة سيئة وفضيحة لن تنسى أو تمحى من ذاكرة الألعاب الأولمبية ،وعسى أن لا نرى مثل هذه الأفكار الخارقة والمارقة في الأحداث الرياضية المقبلة، لأن الرياضة عودتنا دائما تقديم الجميل من خلال المنافسة الشريفة.