حرق المصحف يعقّد محاولات السويد الانضمام إلى الناتو
وكالات – العربي
لا تزال قضية المصادقة على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي “الناتو” المقررة في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، معلقة، على الرغم من رضوخ تركيا وموافقتها أخيراً، وذلك نتيجة التوترات المتصاعدة بعد عمليات حرق وتدنيس القرآن المتكررة في ستوكهولم، بالإضافة إلى ملف الجالية الكردية، ومسألة انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي.
وأدانت دول إسلامية مختلفة دول الشمال لسماحها بتنفيذ جرائم حرق نسخ من القرآن الكريم، وعدم معاقبة مرتكبيها، ورداً على ذلك، صرحت تلك الدول بأنها لا تدعم الإجراءات لكنها تحمي حق حرية التعبير من قبل مواطنيها، ما أدى إلى تصاعد الاحتجاجات أمام سفارات تلك الدول في المنطقة.
وقال رئيس شبكة الخبراء الدولية “WorldBright” ومقرها ستوكهولم، مارتين لوفبرغ، لصحيفة “The Media Line” إن: “المتظاهرين لا يفهمون حقاً الفرق بين الدول التي تتسامح مع الحق في التعبير عن هذه الآراء من ناحية، ومن ناحية أخرى الدول التي تتسامح مع المواقف نفسها”.
تردد تركي
ووفقاً لتقرير في صحيفة “جيروزاليم بوست”، أعلنت تركيا أنها عارضت محاولة السويد الانضمام إلى الناتو بسبب عدم تحركها ضد حزب العمال الكردستاني، الذي صنفته تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أواخر يوليو (تموز) الماضي: “سيكون في صالح السويد أن تتخذ خطوات ملموسة في محاربة المنظمات الإرهابية وتسليم الإرهابيين”.
وتتمثل إحدى الشكاوى الرئيسية لتركيا، في رفض السويد تسليم العديد من المواطنين الأتراك الذين تتهمهم تركيا بالانتماء إلى جماعات إرهابية.
وقبل التصديق على السويد كعضو في الناتو، تتوقع تركيا أن ترى السويد تتخذ إجراءات ملموسة ضد هذه الجماعات، حسبما قال الدكتور تورغوت كيريم تونسيل، كبير المحللين في مركز الدراسات الأوروبية الآسيوية في أنقرة، لموقع ميديا لاين.
ملفات عالقة
وبدوره، أوضح لوفبرغ أنه يعتقد أن “قضية حرق القرآن، قد استغلت من قبل الأتراك”.
وفيما يتعلق بقضية الأكراد، أكد أن السويد لا تدعم حزب العمال الكردستاني، وقال: “الأحزاب السياسية السويدية لها علاقات مع الأحزاب السياسية التركية، والتي بدورها لها علاقات مع حزب العمال الكردستاني، لكن هذا أبعد بكثير”.
وحول مسألة العلاقات الرسمية السابقة للسويد مع الإدارة الإقليمية الكردية في شمال سوريا، قال “إن العديد من الدول الغربية الأخرى قد حافظت على مثل هذه العلاقات أيضاً”.
وتابع “قضية العلاقات الرسمية بين السويد والمجموعات الكردية ليست في الحقيقة قضية فعلية، من الواضح أن العديد من الأشخاص الذين يتعاطفون مع القضية الكردية يقيمون في السويد، وبالتالي هناك محور قوي من الناس يدعمون القضية الكردية، لذلك فإن الموقف الرسمي للحكومة في السويد لا يختلف كثيراً عن أي دولة غربية أخرى.”
ومن ناحية أخرى، أشار محلل سياسي تركي إلى أن وسائل الإعلام التركية ذكرت في كثير من الأحيان، أنه تم العثور على أسلحة سويدية الصنع مع حزب العمال الكردستاني والإرهابيين المرتبطين به، في مستودعاتهم ومخابئهم”.وقال إن: “توقعاً تركياً آخر منتظر، هو أن السلطات السويدية ستمنع الأسلحة السويدية الصنع من الوصول إلى تلك المجموعات”.
ورقة ضغط
وفي حديثه عن موقف تركيا من القوة فيما يتعلق بمحاولة السويد الانضمام لحلف شمال الأطلسي، قال لوفبرغ إن “الحكومة التركية لها تاريخ في استخدام قوتها لتحقيق مكاسب سياسية وجيوسياسية محلية”.
وأشار إلى جهود أردوغان الأخيرة، لربط ملف السويد بمفاوضات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وقال: “أحدث التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي جلبت مناقشة حول عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي، حيث أراد استخدامها كورقة للضغط على القادة الغربيين، من أجل فتح مفاوضات مع تركيا”.
وأوضح أن أردوغان لم يُخفِ ذلك، إذ قال في مؤتمر صحافي في اسطنبول: “أولاً، دعونا نوضح طريق تركيا في الاتحاد الأوروبي، ثم دعونا نمهد الطريق للسويد، تماماً كما مهدنا الطريق لفنلندا”.