منوعات

دراسة صادمة.. قرود شاذة جنسيا في جزيرة أمريكية تثير جدل العلماء

وكالات – العربي

كشفت دراسة حديثة أن قرود المكاك الريسوسي تفضل العلاقات الجنسية مع الذكور أكثر من الإناث، حيث يمكن أن تنتج عن هذه الممارسات الشاذة فوائد إنجابية لاحقا.

وتعيش قرود المكاك الريسوسي، في كايو سانتياغو، وهي جزيرة صغيرة قبالة ساحل بورتوريكو في أمريكا. ووفقا لدراسة أجريت في يوليو الماضي، اكتشف الباحثون أن 72% من 236 من القرود الذكور، يستمتعون بممارسة الجنس المثلي. كما اكتشفوا أيضا أن الألعاب الجنسية بين الذكور يمكن أن تنتج فوائد إنجابية بين مجموعة القرود المنعزلة في الغالب.

وجاء في الدراسة التي أجراها فنسنت سافولاينن، أستاذ علم الأحياء العضوي ومدير معهد جورجينا ميس، في إمبريال كوليدج لندن: “تظهر نتائجنا أن السلوك الاجتماعي الجنسي المثلي شائع بين قرود المكاك الريسوسي، ويمكن أن يتطور وليس مكلفا، فلياقتهم البدنية كافية بشكل عام”.

وفي أعوام 2017 و2019 و2020، راقب سافولاينن وفريقه عن كثب السلوكيات الاجتماعية والمتصاعدة لقرود المكاك الريسوسي، وهم أحفاد القرود التي تم نقلها إلى الجزيرة الصغيرة من الهند للمراقبة عن بعد في عام 1938.

ووجد العلماء أن السلوكيات الجنسية المثلية لقرود المكاك كانت قابلة للتكرار والوراثة، مما يعني أن القرود قامت بتقليد الجماع الذي لاحظته، وبالإضافة إلى ذلك، قامت بهذا الفعل بناء على جيناتها الوراثية.

ومع ذلك، وجدت الدراسة أن 6% فقط من لقاءات المثليين يمكن أن تعزى إلى جينات القرود. وعلى الرغم من أن ممارسة الجنس بين نفس الجنس لدى الحيوانات قد تبدو غير عادية، إلا أنها شائعة بكثرة.

ففي الواقع، أصبحت المثلية الجنسية لدى طيور البطريق من الذكور والإناث في جميع أنحاء العالم شائعة، وهذا مايظهر في العديد من الفيديوهات على الانترنت، بما في ذلك فيديو لزوج من الطيور المثلية في سيراكيوز، بحديقة حيوان روزاموند جيفورد في نيويورك، اللذين أصبحا آباء لأول مرة في يوم رأس السنة 2022.

وفي عام 2017، تم اكتشاف علاقة شاذة بين سلحفاة تبلغ من العمر 186 عاما تدعى جوناثان، وسلحفاة تعرف باسم فريدريك.

ومع ذلك، في حالة قرود المكاك، وجد الباحثون أن المداعبة الجنسية المثلية كانت متجذرة في الغالب في الامتيازات الاجتماعية، مثل تحسين اللياقة التطورية، وليس الرومانسية.

واكتشفوا أيضا أنه بدلا من تأكيد قرد ذكر هيمنته على الآخر من خلال الجنس، فإن قرود المكاك تنظر إلى الفعل الجنسي على أنه نوع من طقوس الترابط عندما يتعلق الأمر بالتزاوج مع الإناث، أو دعم بعضها البعض خلال المواجهات مع القرود الأخرى.

وجاء في الدراسة: “لقد وجدنا أن الذكور الذين مارسوا الجنس مع ذكور كانوا أكثر عرضة لدعم بعضهم البعض أثناء الصراعات مع أفراد آخرين كجزء من التحالفات. كما ثبت أن تشكيل تحالفات ذكورية يؤدي إلى تحسين النجاح الإنجابي”.

وتتحدى دراسة سافولاينن المفارقة الداروينية التي تم تأييدها منذ فترة طويلة، والتي قدمها تشارلز داروين، حيث تفترض أنه يكاد يكون من المستحيل على النوع البقاء على قيد الحياة من خلال الانخراط في أنشطة غير إنجابية مثل العلاقات المثلية.

وحذر العلماء المشككين، الذين لم يشاركوا في بحث سافولاينن، من تطبيق البيانات المأخوذة من القرود على المخلوقات الأخرى، بما في ذلك البشر.

ويقول ميشيل رودريغيز، أستاذ مساعد في قسم الشؤون الاجتماعية والثقافية ردا على تقرير سافولاينن: “الفكرة هي أن السلوك الجنسي المثلي هو لغز غريب لا معنى له من الناحية التطورية، وعلينا حله على أساس الفائدة من منظور اللياقة البدنية”.

ويضيف: “يمكن أن يكون ذلك اختزاليا ويؤدي إلى وضع فرضيات أو تعميمات حول السلوك الذي لا يمكننا أن نبدأ بفهمه في الحيوانات الأخرى بسبب البنى الثقافية المختلفة. في الوقت نفسه، علينا أن نكون حذرين حقا بشأن الاستنتاجات التي نستخلصها وكيف سيتم تطبيقها على فهم البشر”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى