مقالات

التدوين.. هواية وعمل وثقافة اجتماعية

مع تطور التكنولوجيا تظهر وسائل الكترونية تفتح الابواب امام الهوايات و الاعمال للمجتمع ليتفاعل معها، ومنها “التدوين الالكتروني” وباللغة الانجليزية هو “Blogger” انتشر بشكل واسع عالميا محدثا نوع جديد من الثقافة والهواية وهي التدوين المكتوب، ثقافة مهمة و ذات فائدة كبيرة للمجتمع داخليا و عالميا.

ماهو التدوين

هو الكتابة بشكل دوري حول موضوع محدد او مجموعة مواضيع بشكل حر بعيد عن القوالب الرسمية الخاصة بالمقالات والأخبار او من خبراء بالتحرير المكتوب، هذه التدوينات قريبة من القراء لسهولتها وتوفيرها لمعلومات منوعة جدا لمن يحتاجونها.

بماذا تختلف التدوينات عن مايتم نشره في الصحف والمجلات

التدوين الالكتروني له عدد من الخصائص التي تميزه عن المنشورات الرسمية في الصحافة والمجلات وغيرها

اولا: اسلوب التدوين اكثر بساطة وقرب من القارئ عن الاسلوب الرسمي الاحترافي الموجود في المصادر الرسمية، فهو يستخدم المصطلحات اللغوية الشعبية الدارجة التي تصل الى كل مستويات القراء وطريقة كتابة بعيدة عن القوالب الخاصة بالمقالات، فكتابة المدونات كأنها حديث بين طرفين بدون مقدمة ومتن وتحليل واستنتاج وخاتمة.

ثانيا: التدوين يشمل معلومات عامة او متخصصة لكنها مهمة و مواكبة لحاجات الشباب مثل “تدوينات عن الالعاب الاكترونية، الحالات المرضية لحيوانات اليفة، اساليب عيش او السفر وغيرها” وهي اكثر مواكبة من المصادر الاخرى لان تحريرها لايتطلب الكثير من الوقت.

ثالثا: تعتبر التدوينات مصادر معلومات مهمة متوفرة بشكل مكثف وسهل الوصول، فكثير من المبرمجين او المصممين او اي اصحاب اختصاص اخر يتجهون الى تبويب “Blog” الموجود في بعض المواقع الالكترونية للشركات والمواقع لكي يكتب ملاحظة او حل لمشكلة او اقتراح وطلب من الشركة او ليجد اجابة عن مشكلة.

رابعا: للتدوينات طرفين يتابعونها

الطرف الاول الشركات الكبرى: فهي تتابع المدونين او ماينشر حول منتجاتها من قبل الافراد على مدوناتهم لكي تتطلع على حاجات المستهلكين او الاقتراحات والمشكلات او الاجابة عن التساؤلات المطروحة من الجمهور.

الطرف الثاني المجتمع: فكثير من طبقات المجتمع تتابع المدونين بكل تخصصاتهم لان تدويناتهم تغطي مواضيع منوعة ومن عدة جوانب، فقد تجد اكثر من ١٠ مدونين يكتبون بنفس الموضوع لذلك يمكن الاطلاع على كل جوانبه وايجاد معلومة جديدة كليا.

خامسا: متابعو التدوينات داخل وخارج البلاد

التدوينات مرجع مهم لمن يريد البحث عن اي موضوع في دولة اخرى، ولو اجرينا تجربة وكتبنا في جوجل “Bloggers in US” سنجد عدد كبير من المدونين الامريكيين الذين يطرحون قضايا متنوعة و بشكل بسيط وبكثافة معلومات هائلة تستطيع من خلالها فهم اي مشكلة او حالة في الولايات المتحدة دون الذهاب الى هناك.

سادسا: التدوين ارشيف اجتماعي

يمكن لاي باحث يرغب بالاطلاع على قضايا المجتمع قبل ١٠ سنوات او اكثر ليس من خلال الكتب والمؤلفات والصحف السابقة بل من خلال المجتمع نفسه يستطيع العودة الى المدونات، حيث يجد افكار و وطروحات المجتمع، بل سيجد ان مدونين نشطين كان لهم دور في التغيير قد توفوا و بقيت مدوناتهم وافكارهم حية.

كيف يمكن ان اصبح مدون

هناك الكثير من المنصات المخصصة للتدوين لكن اشهرها هي التابعة لجوجل “blogger.com” و التابعة لشركة وورد بريس “wordpress.com “.

وكل مايتطلب للعمل على هذه المدونات هو فتح حساب وانشاء صفحة والبداية بالكتابة و النشر، مع امكانية اضافة صور او فيديوهات.

التدوين عمل

في الدول الأوروبية والولايات المتحدة تحول التدوين من هواية الى عمل، فبعض المواقع مثل منصة Medium يكتب فيها نخبة مهمة من المؤثرين ورجال الاعمال و اصحاب الشركات حول مواضيع متعددة ولا يمكن الاطلاع على كل التدوينة الا بعد دفع رسوم اشتراك، والمدونات المنشورة تحتوي على الكثير من المعلومات ذات اهمية كبيرة في اختصاصات متعددة، كما ان بعض المدونين قد أنشأوا مدونات خاصة بهم يمكن الدفع لهم من خلالها لتقديم استشارات او خدمات او لشراء مواضيع معينة.

المدونة ام وسائل التواصل الاجتماعي

تختلف المدونات عن شبكات التواصل الاجتماعي بالخصائص وهي

اولا: سقف حرية نشر المواضيع بالمدونات اعلى من شبكات التواصل، فمن الممكن تغلق صفحتك على موقع التواصل ان نشرت موضوع لا يتناسب مع سياسة الموقع.

ثانيا: تنظيم المنشورات في المدونة الالكترونية افضل من شبكات التواصل لان المدونات فيها انظمة الارشفة والبحث عن الموضوع والكلمة وهي غير موجودة بشبكات التواصل بل ان بعض المنشورات تضيع اذ مر عليها الكثير من الوقت ويصعب الوصول اليها.

ثالثا: يمكن للجميع ان يطلعوا على ماينشر في المدونة حتى لو لم يشتركوا فيها، اما شبكات التواصل فلايمكن الاطلاع على كل المنشورات الا بوجود حساب.

رابعا: المدونة تقدم خيارات في عرض المنشور من ناحية “الشكل و الاقتباس و اضافة الصور و الفيديوهات والصوت ضمن المنشور” اما شبكات التواصل فهي محدد بعض الشيء من ناحية عدد الكلمات او الفيديوهات او الصور.

خامسا: المدونة تستعرض شخصية المدون من ناحية الشكل و استخدام الالوان و التنظيم فهي انعكاس لشخصيته ومن خلال الشكل يتم جذب القراء بالمقابل شبكات التواصل لها قالب واحد ولايوجد انعكاس لشخصية الكاتب.

الخلاصة

رغم انتشار التدوين المكتوب عالميا لكنه مازال ضعيفا بالعالم العربي فهذه الثقافة لم تتطور كثيرا، رغم توفر كل وسائلها، واعتقد ان وجود عدد المدونين يسهم في رفع المستوى الثقافي والعلمي الاجتماعي و نقل صورة ايجابية للخارج و يسهم في زيادة التواصل مع المجتمعات الاخرى بشكل بناء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى