جامعة أكسفورد تستضيف أمسية حول العمل الفائز بجائزة بيت الغشام–دار عرب الدولية للترجمة

اكسفورد: العربي
استضاف مركز الشرق الأوسط في كلية سانت أنطوني – جامعة أكسفورد أمسية أدبية مميزة خُصّصت لاستعراض العمل الفائز بالدورة الأولى من جائزة بيت الغشام–دار عرب الدولية للترجمة، وهو الترجمة الإنجليزية التي أنجزتها الأكاديمية مارلين بوث لرواية «ممر آمن» للكاتب الكردي–السوري جان دوست، الفائزة بالجائزة لعام 2024.
جاءت الأمسية ضمن سلسلة BookTalk التي ينظمها المركز، وأدارها البروفيسور لوران مينيون، بحضور مدير مركز الشرق الأوسط في جامعة أكسفورد البروفيسور يوجين روغان، إلى جانب عدد من الأكاديميين والباحثين وطلاب الدراسات العليا، وعدد من الكتّاب العرب المقيمين في المملكة المتحدة.
كما شارك في اللقاء ممثّلان عن الجائزة، ناصر البدري مؤسس دار عرب، وعلي المجيني مديرها التنفيذي، إلى جانب الضيفين الرئيسيين للأمسية: مارلين بوث وجان دوست.استُهلت الأمسية بكلمة ألقاها علي المجيني، قدّم فيها خلفية عن الجائزة وسياقها الثقافي، مشيرًا إلى أن حضورها في أكسفورد يعكس رسالتها في بناء جسور معرفية بين الأدب العربي والفضاء الأكاديمي الغربي.
وأوضح أن الجائزة، التي أُطلقت بالشراكة بين مؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والإعلام في سلطنة عُمان ودار عرب للنشر والترجمة في لندن ومسقط، تُعدّ المبادرة العربية الوحيدة المتخصّصة حصريًا في الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، وتهدف إلى تكريم المترجمين الذين يسهمون في نقل الأدب العربي إلى القارئ العالمي بروحٍ إبداعية وإنسانية.
وأضاف المجيني أن الجائزة تُمنح سنويًا لأفضل مشروع ترجمة غير منشور لعملٍ أدبي منشور من الأدب العربي الحديث إلى الإنجليزية، في محاولة لدعم المترجمين في مراحل عملهم الأولى وتشجيعهم على إكمال مشاريع ترجمة نوعية تستحق النشر.
عقب الكلمة الافتتاحية، قدّم جان دوست قراءات بالعربية من روايته، تلتها قراءات بالإنجليزية بصوت مارلين بوث، قبل أن يتحاور الاثنان حول تجربة العمل المشترك بين الكاتب والمترجم، والتحديات التي تواجه نقل الإيقاع والأسلوب والذاكرة من لغة إلى أخرى.
وتحدثت مارلين بوث عن تجربتها في ترجمة «ممر آمن»، مشيرة إلى أن الرواية تتناول المنفى والحرب والحنين بلغةٍ شعرية دقيقة، وأشارت إلى أن عملها كمترجمة كان بمثابة إعادة خلق للنص في فضاءٍ لغويّ جديد دون فقدان نبرته الأصلية. وأضافت أن الجائزة تمثل مبادرة نوعية تمنح المترجم مكانته كشريك في الإبداع، لا مجرد ناقلٍ للكلمات.أما جان دوست فأعرب عن امتنانه للجائزة وللمترجمة، مؤكدًا أن ترجمة بوث منحت روايته حياة جديدة في لغةٍ أخرى، وجعلتها تعبر إلى قراء لم يكن ليصل إليهم من قبل.
وأشار إلى أن الترجمة ليست عبورًا للنص فحسب، بل عبورٌ للروح والذاكرة الإنسانية بين اللغات .
يُشرف على الجائزة مجلس أمناء دولي يضمّ كلاً من مارلين بوث، سواد حسين، ومحمد اليحيائي، ويُمنح سنويًا لأفضل مشروع ترجمة غير منشور لعملٍ أدبي منشور من الأدب العربي الحديث إلى الإنجليزية.
وقد صدرت الترجمة الفائزة عن دار عرب للنشر والترجمة في أغسطس 2025 تحت عنوان Safe Corridor، وحظيت بإشادة نقدية واسعة في بريطانيا والعالم العربي.
واختُتمت الأمسية بحفل توقيع للرواية وحوار وديّ مع الحضور في قاعة كبار الزوار بـكلية سانت أنطوني، في أجواءٍ احتفائية أكدت الدور المتنامي للجائزة في ترسيخ مكانة سلطنة عُمان على خريطة الثقافة العالمية، ودعمها المستمر لحركة الترجمة بوصفها جسرًا للتفاهم الإنساني بين الشعوب.



