تونس: تظاهرات للمطالبة بإطلاق سراح سجناء الرأي والمعتقلين
نفذت الأحزاب السياسية والمنظمات المعارضة للرئيس التونسي قيس سعيد مظاهرة في شوارع العاصمة، تطالب بإطلاق سراح سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين في البلاد، في وقت تشهد فيه تونس بدء الحملات الانتخابية للمرشحين للسباق الرئاسي الشهر المقبل.
وبحسب وكالة رويترز فقد خرج بضعة آلاف من التونسيين، اليوم الجمعة، للشوارع للاحتجاج على ما وصفوه بـ «الانتكاسة الشديدة في الحريات والحقوق»، وللمطالبة بالإفراج عن السياسيين والصحفيين المسجونين ومنع الترهيب ضد المرشحين في الانتخابات الرئاسية.
وتعتبر المسيرة واحدة من أكبر الاحتجاجات منذ العام الماضي ضد الرئيس قيس سعيد، الذي بدأ الحكم بمراسيم في عام 2021.
ودعت للمظاهرة (الشبكة التونسية للحقوق والحريات) التي تضم أحزابا تقدمية ومنظمات من المجتمع المدني.
انتخابات أكتوبر
يأتي التحرك الاحتجاجي مع تصاعد التوتر قبل انتخابات السادس من أكتوبر/ تشرين الأول، وبعد أن رفضت الهيئة الانتخابية حكما من المحكمة الإدارية بإعادة ثلاثة مرشحين بارزين إلى السباق، رغم أنها أعلى سلطة للفصل في النزاعات الانتخابية في البلاد.
ويقول المنتقدون إن سعيد يسعى إلى تأمين فوز سهل ووأد المنافسة والتضييق على المرشحين من خلال اللجنة الانتخابية التي وصفوها بأنها «غير مستقلة» وعين أعضاءها سعيد بنفسه.
وترفض الهيئة الاتهامات وتقول إنها محايدة وإنها الجهة الوحيدة المؤتمنة على المسار الانتخابي.
وتحدت الهيئة الانتخابية المحكمة الإدارية وأبقت ثلاثة مرشحين فقط، بمن فيهم الرئيس قيس سعيد والسياسي زهير المغزاوي والعياشي زمال.
ويقبع زمال، أحد مرشحين اثنين مقبولين بخلاف سعيد، في السجن منذ عشرة أيام بتهمة تزوير بطاقات تزكية شعبية.
وقال زمال إنه يواجه الترهيب لأنه منافس جاد لسعيد.
ويواجه 25 قضية وسط مخاوف من محاميه بأنه قد يتم استبعاده من السباق.
«لا خوف»
وردد المحتجون في شوارع تونس، اليوم الجمعة، شعارات «لا خوف ولا رعب، الشارع ملك للشعب».
وطالبوا بالإفراج عن زمال وجميع السجناء من سياسيين ونشطاء وصحفيين معتقلين بسبب مواقفهم المنتقدة لسعيد.
وقال بسام الطريفي رئيس رابطة حقوق الإنسان لرويترز «نحن في الشارع للدفاع عن الحريات والحقوق التي هي في خطر حقيقي».
وأضاف «يتعين على هيئة الانتخابات احترام حكم المحكمة الإدارية وإعادة المرشحين للسباق وإنهاء القيود المفروضة على المرشحين الاخرين، وإلا فإن غير ذلك يعني انتخابات غير ديمقراطية».
وتقول الأحزاب السياسية الكبرى، التي يقبع أغلب قادتها في السجن، إن سنوات سعيد في السلطة أدت إلى تآكل المكاسب الديمقراطية لثورة تونس عام 2011.
ويرفض سعيد الاتهامات، قائلا إنه يحارب الخونة والمرتزقة والفاسدين.
وتجرى الانتخابات الرئاسية في تونس الشهر المقبل، ويتطلب الترشح تأمين تزكيات من 10 برلمانيين أو 40 مسؤولًا محليًا منتخبًا، أو 10 آلاف ناخب، مع ضرورة تأمين 500 تزكية على الأقل في كل دائرة انتخابية.
كما تشترط الهيئة حصول المرشح على ما يعرف بـ«البطاقة عدد 3»، وهي وثيقة تثبت السوابق العدلية للشخص، وتمنحها وزارة الداخلية.