توقف إجباري ..!
توقف هدير كرة القدم الذي إنطلق في معظم بقاع العالم في أغسطس الماضي بعد إن إنطلقت الدوريات الكروية العالمية بعد صيف ساخن شهد العديد من الصفقات ، وأخرى متوقعة لم تحدث ، ورحل اللاعبون من وإلى أقاصي الديار بصفقات مليونية،وهذا هو حال كرة القدم المجنونة التي تشهد عقود فلكية.
توقفت معظم الدوريات في العالم إجباريا ، مستفيدة من أيام الفيفا التي يوزعها الاتحاد الدولي لكرة القدم على مدار الموسم، لمنح الفرصة للاعبين الدوليين المحترفين في المشاركة مع منتخباتهم الوطنية في تصفيات القارات وكأس العالم المدرجة ضمن روزنامة الفيفا بعد أن تأثرت الأندية سابقا بإنشغال لاعبيها الذين دفعت لهم الملايين مع منتخباتهم وخسارتها لجهودهم في خضم الموسم الكروي .
عندنا.. وأقصد دورينا توقف أيضا بعد ثلاث جولات من إنطلاقه وأستفاد المنتخب من التوقف الدولي بإقامة معسكر داخلي واللعب مباراة ودية مع منتخب فلسطين ثم السفر للعب مع المنتخب الأمريكي أيضا وديا إستعدادا للتصفيات المشتركة لآسيا وكأس العالم .
توقف الدوري ، وكشفت الجولات الثلاث المستويات الحقيقية لدورينا وكذلك أفصحت عن حجم الإعداد الذي سبق إنطلاق الموسم والذي إنعكس على مستوى جميع الفرق .
جولات ثلاث كانت متوقعة عدا النتائج التي حققها صحار الذي كانت إنطلاقته قوية وأستحق الصدارة المؤقتة مستفيدا من الإنتدابات الذكية التي قامت بها الإدارة وتوفيقها في اللاعبين الأجانب ، بينما نتائج النهضة الذي تعثر في البداية جاءت منطقية فقد نهض بسرعة ، كما أن السيب رغم تأجيل جولة له بسبب المشاركة الخارجية إلا أن إنطلاقته كانت جيدة أيضا .
ما يثير الإهتمام هو البداية غير الموفقة لظفار والنصر اللذان خذلا جماهيرهما من خلال البداية المتعثرة ، ويسعيان من خلال هذا التوقف تصحيح المسار ولعل أول الخطوات التصحيحية من قبل إدارة ظفار هي إقالة المدرب المصري حمادة والإستعانة بإبن النادي يونس أمان .
هناك فرق لم تكشف عن هويتها ومستواها الحقيقي بعد، فالرستاق بدأ مسلسل التعادلات الذي أفقده الكثير من النقاط بينما نادي عمان ظهر بمستوى غير متوقع بعد أن تلقى خسائر ثقيلة وكذا الحال لدى بهلاء الذي لم يستقر على رغم البداية الصاعقة ،أما صور كانت بدايته نارية قبل أن يتوقف قليلا ما أعطى الأمل لجماهيره بأنه بخير وتجاوز تأثير أزمة الهبوط .
بينما الفرق الصاعدة عبري والوحدة والشباب فلا تزال تبحث عن مكان لها في دوري الكبار خصوصا عبري والوحدة، ويستثنى الشباب الذي كانت بدايته مقنعة .
يرى البعض من الفنيين بأن النتائج التي تحققت في الجولات الثلاث وتبادل الأدوار في الإنتصارات والخسارات والتعادل بين معظم الفرق دليل على قوة وتنافسية الفرق وأننا على موعد بدوري قوي حسمه سيكون صعبا ، بينما ذهبت أراء بعض الفنيين أن الجولات الثلاث أظهرت غياب الإستقرار الفني لدى الفرق وأن ما حدث نتيجة تقارب المستويات بسبب ضعف الإعداد وستتضح الصورة الحقيقية للفرق والدوري بشكل عام في الجولات القادمة من عمر الدوري .
على مستوى المدربين وبرغم النتائج الغير مقنعة لبعض الفرق إلا أن الأندية حافظت على أجهزتها الفنية وربما منحتها مزيدا من الوقت لتصحيح وضعها سواء على مستوى الترتيب أو النتائج بصفة عامة، وكان الضحية الأولى لدوري عمانتل لهذا الموسم المصري صدقي ، بينما هناك بعض المدربين سواء محليين أو أجانب يقفون فوق صفيح ساخن ، وهذا حال كرة القدم ،كما :”يقال للفوز ألف أب وللخسارة أب واحد.
أما عن المدرب الوطني فهو حاضر مع خمسة أندية تقريبا هذا الموسم بعد إنضمام أمان مؤخرا ، لكن هناك أسماء كثيرة في قائمة الإنتظار الطويلة قد يستعان بها كمدربي طواريء ، وهذا ماعهدناه في دورينا خلال السنوات الماضية حيث أصبح المدرب الوطني يستنجد به لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أو بمعنى آخر للترقيع رغم أن هناك أسماء تملك شهادات تدريبة من المستوى( برو) وأخرى من المستوى (ألف) وتملك خبرات تدريبة سابقة لكن غياب الثقة بالمدرب المواطن يدفع الإدارات للهرولة خلف المدرب الأجنبي الذي في كثير من الأحيان يظهر بمستوى متواضع .