مسقط – العربي
ومازالت المساعي والجهود مستمرة بوزارة الصحة متمثلة بالمديرية العامة للرعاية الصحية الاولية دائرة التغذية لتنفيذ خططها لدعم الرضاعة الطبيعية بالسلطنة ولرفع معدل الرضاعة الطبيعية الخالصة لما له من أهمية بالغة في صحة الاطفال والامهات وانعكاسه على المجتمع.
فكما هو معلوم ان أنخفاض معدل الرضاعة الطبيعية الخالصة بالسلطنة وصل إلى نسبة 23% الامر يثير القلق إذا ما تم بهذا المستوى فمنظمة الصحة العالمية تدعو الى الاهتمام لرفع هذا المعدل حتى يصل على الاقل الى نسبة 50%.
ويعد برنامج المستشفيات الصديقة للطفل من أفضل وأهم البرامج لدعم الرضاعة الطبيعية لما يحوي من ركائز أساسية لتعزيز الرضاعة داخل المؤسسات الصحية وتتلخص هذه الركائز في تطبيق عشر خطوات لإنجاح الرضاعة الطبيعية يتم تطبيقها بالمؤسسات الصحية بدءا بأقسام الحمل الى ما بعد الولادة.
وقالت الدكتورة سليمة المعمرية مديرة دائرة التغذية ” لا يزال هناك بعض صور التسويق الجائر لبدائل حليب الام والتي تستهدف الأمهات والعامليين الصحيين في المؤسسات الصحية والذي بدورة يحول دون تطبيق هذه المبادرة على الوجه الاكمل ,لذا تأتي هذه المبادرة لتحد من هذا التسويق من خلال الالتزام بهذه الخطوات العشر حيث أن أول خطوة هي الالتزام بالقوانين الدولية التي تخص منع التسويق لبدائل حليب الام بأي وسيلة كانت والتزام المؤسسات بوضع قوانين صارمة تخص تغذية الرضع وتعميميها على العامليين الصحيين بالمؤسسة “
وتتلخص باقي الخطوات في: التأكد من حصول العامليين الصحيين على التدريب الكافي ليتسنى لهم دعم الأمهات ومساعدتهن على الرضاعة الصحيحة وخصوصا الأمهات البكر.
ويعد تثقيف الأمهات الحوامل حول الرضاعة الطبيعة من ضمن الخطوات العشر التي يجب على المؤسسة تطبيقها وإيجاد الوسائل التثقيفية المناسبة لذلك , ومن أهم
الخطوات العشر الحد من إعطاء حديثي الولادة أي غذاء اخر غير حليب الام وهذا بدورة يقلل من استهلاك الحليب الصناعي داخل المؤسسة الا للضرورة القصوى وباستشارة طبية. كما تعد توعية الأمهات عن مخاطر استخدام زجاجات الارضاع او المصاصات او اللهيات ضمن تلك الخطوات.
الجدير بالذكر تعتبر السلطنة سباقة في هذا البرنامج منذ عام ( 1199)، حيث أعلنت السلطنة تعاونها مع منظمة الصحة العالمية وقامت بتبني هذا البرنامج من بدايته وبحلول عام (1994) خاضت جميع مستشفيات السلطنة أنذاك للتدريب وتم تقييم البرنامج فيها وعند نهاية (1999) حصلت جميع مستشفيات السلطنة على شهادة معتمدة دوليا لبرنامج المستشفيات الصديقة للطفل فكانت ضمن أول الدول خليجيا وعربيا وعالميا.
وقد كان لهذا البرنامج صدى ودور فعال في رفع معدل الرضاعة في السلطنة في تلك السنوات، ولكن كان ولابد أن يعاد تقييم هذا البرنامج على الاقل كل 5 سنوات والذي أدى الى توقف أستمرارالعمل فيه ولعدم توفر المقيمين الوطنيين ليواصلوا متابعة وتقييم هذا البرنامج وهو أحد أسباب عدم تطبيق المؤسسات لأسس البرنامج حينها فقدت جميع المؤسسات الصحية للأعتماد الدولي وتدنت بعدها معدلات الرضاعة الطبيعية الخالصة بالسلطنة فتوقف التدريب المستمر للعامليين الصحيين لتطبيق الخطوات العشر لدعم الامهات والاطفال وهو بدوره ساهم في انخفاض معدل الرضاعة الطبيعية الخالصة بالسلطنة.
لذلك قامت دائرة التغذية وبالتعاون مع منظمة اليونيسيف بتشكيل فريق وطني مكون من 19 عضوا من مختلف المجالات الصحية ليتم تدريبة على يد خبيرة معتمدة دوليا لبرنامج الرضاعة الطبيعية والمؤسسات الصديقة للطفل وتستمر لمدة اسبوع، حيث يتخللها تدريب عملي بمستشفى خولة ليتسنى للمتدربين تفعيل البرنامج المراد تنفيذة والذي أتى ضمن الأستراتيجية الوطنية للتغذية وخطة الدائرة المتزامنة مع الرؤية الصحية 2050