بوتين يستقبل “شركاءه” الأفارقة في بطرسبرغ
رويترز – العربي
يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، شركاءه الأفارقة في سان بطرسبرغ في إطار قمة روسية – أفريقية، وسط مخاوف لدى دول القارة بعد تخلي موسكو عن اتفاقية أتاحت تصدير ملايين أطنان الحبوب الأوكرانية.
ونقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن بوتين قوله، في تحيته للمشاركين وضيوف المنتدى الاقتصادي والإنساني “روسيا – أفريقيا”: “المهم أن تعاوننا مع أفريقيا في السنوات الأخيرة وصل إلى مستوى جديد، ونعتزم زيادة تطويره من خلال تحفيز التجارة والاستثمار وتعميق التعاون والعمل معاً، في قضايا ملحة مثل مكافحة الفقر وضمان الأمن الغذائي وتغير المناخ”.
وأضاف “بالطبع، سنواصل مساعدة شركائنا الأفارقة بكل وسيلة ممكنة في تعزيز السيادة الوطنية والثقافية، وفي مشاركتهم في حل القضايا الإقليمية والعالمية بنشاط أكبر”.
وأعرب بوتين عن ثقته في أن “المنتدى سيعطي زخماً إضافياً لتعاوننا السياسي والإنساني على المدى الطويل، وسيصبح حدثاً مهماً في العلاقات الروسية- الأفريقية ويمنحها طابعاً أكثر شمولاً”.
وجاء في بيان، نشره موقع الكرملين على الإنترنت، أن روسيا “تدعم تطلعات الدول الأفريقية إلى الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والتقدم”.
وكان تم تدشين القمة الروسية- الأفريقية الأولى عام 2019 في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.
وفي سان بطرسبرغ، العاصمة الإمبراطورية السابقة، يتوقع حضور وفود من 49 دولة أفريقية بينهم 17 رئيس دولة ضمنهم خصوصاً رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، رغم “ضغوط غير مسبوقة” يمارسها الغربيون، وفقاً للكرملين، لثني الأفارقة عن الحضور.
وقالت الرئاسة الجنوب أفريقية في بيان أمس، إن الزعماء سيناقشون مع بوتين إجراءات لإيجاد “ظروف مواتية لطريق نحو السلام بين روسيا وأوكرانيا”.
وخلال هذه النسخة الثانية من القمة، بعد نسخة أولى عام 2019، يعقد بوتين محادثات ثنائية مع عدد من القادة، على أن يتحدث في جلسة عامة.
ووفقاً لمستشاره الدبلوماسي يوري أوشاكوف، سيلقي الرئيس الروسي “خطاباً كبيراً” يستحضر فيه رؤيته للعلاقات الروسية – الأفريقية و”تشكيل نظام عالمي جديد”.
وسيكون الموضوع الساخن في القمة تخلي موسكو عن اتفاقية مهمة أتاحت لأوكرانيا منذ صيف عام 2022 بأن تصدر، بما في ذلك إلى أفريقيا، حبوبها عبر البحر الأسود، رغم الحصار الروسي للموانئ الأوكرانية.
وفي عام واحد، سمح هذا الاتفاق بنقل زهاء 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، ما ساعد على استقرار أسعار الغذاء العالمية وتجنب خطر حصول نقص.
طمأنة الشركاء
وفي الأيام الأخيرة، حاولت روسيا طمأنة شركائها الأفارقة، قائلة إنها تتفهم “قلقهم” بشأن هذا الموضوع، مؤكدة استعدادها لتصدير حبوبها “مجاناً” إلى البلدان التي هي في أمس الحاجة إليها.
وبالنسبة إلى موسكو وشركائها، “من الضروري إيجاد أرضية مشتركة، وشرح وجهات النظر حول القضايا الحالية، مثل اتفاقية الحبوب على سبيل المثال”، وفق ما قال فسيفولود سفيريدوف، الخبير في مركز الدراسات الأفريقية في مدرسة موسكو العليا للاقتصاد.
شحن النفط الروسي للقارة السمراء
وعلى صعيد آخر، نقلت وكالة “تاس” الروسية للأنباء عن وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف قوله، اليوم الخميس، إن روسيا بدأت شحن نفط خام إلى أفريقيا للمرة الأولى هذا العام، وإنها عززت مبيعات المنتجات النفطية إلى القارة بأكثر من 3 أمثالها، في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى مايو (أيار).
وذكر شولغينوف أن روسيا شحنت 200 ألف طن من الخام إلى أفريقيا حتى الآن، إلى جانب نحو 8 ملايين طن من المنتجات النفطية.