محليات

بعد توقف دام لحوالي ثلاثة عقودمنجم الأسيل للنحاس يصدّر أول شحنة من مركزّات النحاس

صحار – العربي

احتفلت صباح أمس شركة تنمية معادن عمان عن تصدير (900) طن من مركزات النحاس كأول شحنة تصدر من منجم الأسيل بولاية صُحار عن طريق ميناء صحار، رعى هذه الاحتفالية سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة، وهي خطوة تعيد الأمل إلى قطاع التعدين في سلطنة عمان حيث يُمثل هذا الإنجاز نقطة تحول تُعيد إحياء تعدين النحاس في عُمان بعد توقف دام لنحو 30 عاماً، مما يُجسد الالتزام بتنويع الاقتصاد وتعزيز استدامته.

وحول أهمية هذا المشروع لمحافظة شمال الباطنة قال سعادة محمد بن سليمان الكندي محافظ شمال الباطنة: ان قطاع التعدين يعد احد اهم القطاعات التي ترتكز عليها الحكومة في تنويع مصادر الدخل وان القطاع به الكثير من المعطيات الطيبة والايجابية في الفترة الماضية وشركة تنمية معادن عمان قامت بالكثير من المسوحات والاكتشافات في هذا المجال بالعديد من المواقع المختلفة في محافظات سلطنة عمان وفي محافظة شمال الباطنة على وجه الخصوص وكما هو معلوم بأن خام النحاس مطلوب في مختلف الاسواق الكبيرة العالمية وهناك تنوع من الخامات المتعددة في المحافظة سيعطي بعد أكبر في هذا القطاع للاستثمار فيه بشكل مناسب في الاكتشاف والتنقيب والتعدين.

وأكد سعادته بان قطاع التعدين يعتبر قيمة اضافية كبيرة ستساهم بشكل كبير في تنوع الاقتصاد الوطني وخطوة تعيد الأمل إلى قطاع التعدين في سلطنة عمان اضافة الى توفير فرص عمل لأبناء المحافظة وسلطنة عمان بشكل عام.

إعادة إحياء منجم الأسيل

يقع منجم الأسيل في منطقة الامتياز 11B بولاية صحار ويتم تطويره من قبل شركة عُمان للتعدين، المملوكة لشركة تنمية معادن عمان، تتم معالجة الخام لإنتاج مركزات نحاس عالية الجودة بنسب تركيز تتراوح بين 18% – 22%، ويبلغ متوسط الإنتاج السنوي من المنجم حوالي 500 ألف طن من خام النحاس.

تخطط الشركة لبدء العمليات في منجم البيضاء الواقع في ولاية لوى خلال الأعوام 2025-2026، ضمن خطة متكاملة لإعادة تطوير المنجمين وذلك باحتياطيات تقدر بحوالي 2.78 مليون طن من خام النحاس، وبحسب الاحتياطيات الحالية يُتوقع أن تستمر المرحلة الأولى من المشروع لمدة تتراوح بين 4 إلى 5 سنوات، في الوقت ذاته، تُواصل الشركة أعمال الاستكشاف والتنقيب في المناطق المحيطة، بهدف زيادة الاحتياطيات وضمان استمرارية الإنتاج.

تعزيز مكانة عُمان عالميًا

من خلال هذا الإنجاز، تؤكد سلطنة عمان حضورها في السوق العالمي لمركزات النحاس، وهو معدن يُعد أساسيًا في التحول نحو الطاقة النظيفة وتقنيات المستقبل مثل السيارات الكهربائية والبطاريات، ويتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النحاس، مما يجعل هذا المشروع استثمارًا استراتيجيًا.

التزام بالنمو المستدام

وبهذه المناسبة صرح المهندس مطر بن سالم البادي الرئيس التنفيذي لشركة تنمية معادن عمان: نحن سعداء بأن نكون جزء من تاريخ التعدين في هذه المنطقة الهامة والتي كان لها حضور تاريخي وأثري في تعدين النحاس منذ ثلاثة آلاف عام حيث تميزت المنطقة بتعدين النحاس من خلال شركة عمان للتعدين، التي كان لها الريادة في تعدين النحاس منذ عام 1983م، واليوم نحتفل بتصدير شحنة من مركزات النحاس من منجم الأسيل استمراراً لهذا التاريخ الحافل، ولقد شهد قطاع التعدين تطورًا ملحوظًا في مجالات الاستكشاف والاستخراج، مما أتاح لنا فتح المناجم مرة أخرى وتعزيز القيمة المضافة من هذه المناجم، بما يساهم في استدامة القطاع ويزيد من أثره الاقتصادي والاجتماعي.

وأضاف قائلاً: تصدير أول شحنة من منجم الأسيل يمثل خطوة هامة تُظهر قدرتنا على تحويل التحديات إلى فرص ملموسة للنمو، كما نتطلع إلى بدء العمليات في منجم البيضاء قريبًا، مما يُضيف قيمة أكبر للمشروع ويعزز استدامة قطاع التعدين في عُمان.

خطط طموحة للمستقبل

لا تتوقف رؤية شركة تنمية معادن عمان عند إعادة تطوير منجمي الأسيل والبيضاء، إذ تعمل الشركة على استكشاف المناطق المحيطة لتعزيز احتياطيات النحاس، كما أنها تضع خططًا طموحة للتوسع من خلال مشروع مزون للنحاس، الذي يُعد أكبر مشروع متكامل لإنتاج مركزات النحاس في سلطنة عمان.

بهذا الإنجاز التاريخي تواصل شركة تنمية معادن عمان تأكيد ريادتها في قطاع التعدين من خلال الابتكار، التزامها بالاستدامة، ودعمها للنمو الاقتصادي الوطني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى