بعد أيام من الهجوم المضاد.. مكاسب متواضعة لأوكرانيا
رويترز – العربي
لم يسفر الهجوم الأوكراني المضاد إلى الآن عن اختراقات كبيرة سوى تحرير 4 قرى في جنوب شرق البلاد، ولا يزال أمام القوات الأوكرانية 90 كيلومتراً للوصول إلى شبه جزيرة القرم.
وإنهاء الاحتلال الروسي لمناطق في جنوب وشرق أوكرانيا مهمة عسيرة، نظراً للتفوق العددي لروسيا في الجنود والذخيرة والقوة الجوية وكذلك التحصينات الدفاعية التي شيدتها على مدار أشهر.
وقالت كييف أمس الأحد، إن قواتها حررت ثلاث قرى هي بلاهوداتني ونسكوتشني وماكاريفكا. وأظهر مقطع فيديو اليوم الإثنين جنوداً يرفعون العلم الأوكراني في قرية ستوروجيف المجاورة.
ووجه وزير الدفاع الشكر لأحد ألوية الجيش بعد استعادته للقرية.
أسرع تقدم
وتمثل استعادة أوكرانيا للقرى الأربع في غضون أيام بالفعل أسرع تقدم تحرزه منذ 7 أشهر، لكنها لا تعد اختراقاً كبيراً للخطوط الدفاعية المنيعة لروسيا.
ويمنح التقدم الذي أعلنته كييف ما يصل إجمالاً إلى 5 كيلومترات فقط للقوات الأوكرانية، التي لا يزال أمامها نحو 90 كيلومتراً للوصول إلى ساحل بحر آزوف وقطع “الجسر البري” الروسي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في 2014.
وتعتمد أوكرانيا في هجومها المضاد على أسلحة بعشرات المليارات من الدولارات وتدريبات ومعلومات استخباراتية تلقتها من الغرب، إلى جانب الصمود في ساحة القتال والذكاء التكتيكي وشحذ الهمم لطرد الغزاة من أراضيها.كما تدرك أنه قد يتعين عليها تحقيق تقدم كبير خلال الصيف للحفاظ على نفس المستوى من الدعم الغربي العسكري والمالي والمعنوي.
وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، إن قواتها شاركت في أكثر من 20 معركة عنيفة في الساعات الـ24 الماضية على الجبهة الشرقية بالقرب من باخموت وإلى الجنوب بالقرب من أفدييفكا ومارينكا، وهي بلدات تقع جميعاً في منطقة دونيتسك، وكذلك شمالاً بالقرب من بيلوهوريفكا في منطقة لوغانسك. ولا تقدم تفاصيل مماثلة عن القتال على الجبهة الجنوبية حيث يتوقع أن يركز الهجوم المضاد.
روسيا ترد
ولم تعترف موسكو رسمياً بعد بأي تقدم أوكراني، وقالت الأسبوع الماضي إنها صدت العديد من الهجمات وكبدت القوات الأوكرانية خسائر فادحة. وانتشرت لقطات لم يتم التحقق من صحتها على مواقع التواصل الاجتماعي لمدرعات أمريكية وألمانية مدمرة.
ومع ذلك أشار بعض المدونين العسكريين الروس البارزين إلى أنه بينما استولت القوات الأوكرانية على بلاهوداتني ونسكوتشني، استمر القتال للسيطرة على ماكاريفكا.
ومن السابق لأوانه بالتأكيد استخلاص استنتاجات حول مصير الهجوم المضاد من المناوشات المبكرة التي ربما تختبر الدفاعات الروسية ولا تسعى لتحقيق تقدم كبير.
وقال معهد دراسات الحرب الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً، إن أوكرانيا تجرب “عملية تكتيكية بالغة الصعوبة -هجوم مباشر على مواقع دفاعية مجهزة يزداد تعقيداً في غياب التفوق الجوي- ولا ينبغي التكهن بجميع العمليات الأوكرانية من خلال استنباط هذه الهجمات الأولية”.وكتب بن هودغز وهو قائد سابق في القوات الأمريكية في أوروبا، أن من المتوقع أن يشمل الهجوم الرئيسي عندما يحدث عدة مئات من الدبابات وعربات المشاة القتالية.
وأضاف في مقال لمركز تحليل السياسة الأوروبية ومقره واشنطن، أن الهجوم بدأ بوضوح لكنني لا أعتقد أنه الهجوم الرئيسي”.
وتابع، “عندما نرى تشكيلات مدرعة كبيرة تنضم إلى الهجوم، أعتقد أننا سندرك أن الهجوم الرئيسي قد بدأ بالفعل”.
ولم تواجه روسيا من قبل هذا النوع من الهجمات، لكن أداءها غير المقنع في ساحة المعركة خلال 15 شهراً منذ غزوها الشامل لأوكرانيا أدى إلى تغييرات متكررة في القيادة وخلافات علنية مع قوات خاصة استعانت بها للقتال إلى جانب الجنود النظاميين.
اللجوء للمتطوعين
وهناك مؤشرات على أن موسكو تسعى الآن لفرض سيطرة مركزية أقوى، فقد أصدرت أمراً يقضي بضرورة توقيع جميع أفراد ما تسمى “بوحدات المتطوعين” عقوداً بحلول الأول من يوليو (تموز) لإخضاعهم لسيطرة وزارة الدفاع.
وقالت اليوم الإثنين، إنها وقعت عقداً مع (كتيبة أحمد) شبه العسكرية، وهي إحدى الوحدات المسلحة التي يستخدمها رئيس الشيشان رمضان قديروف لمساعدته على البقاء في السلطة. وقديروف معين من قبل الرئيس فلاديمير بوتين لإدارة المنطقة الواقعة في شمال القوقاز.
وقالت موسكو يوم الجمعة، إن (كتيبة أحمد) تشن هجوماً بالقرب من مارينكا في أوكرانيا.
لكن رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجن قال، إنه سيرفض التوقيع على عقد مماثل. ويزداد تمرد وعناد بريجوجن الذي استولت مجموعته على مدينة باخموت من القوات الأوكرانية بعد نحو عام من القتال الطاحن.
وقال بريغوجن، الذي اتهم موسكو مراراً علناً بعدم توفير الدعم الكافي أو الذخيرة لمقاتليه، إن وزير الدفاع سيرغي شويغو “لا يمكنه إدارة التشكيلات العسكرية كما ينبغي”.