بدء محاكمة فرنسي موقوف في روسيا بتهمة جمع معلومات عسكرية
بدأت الثلاثاء محاكمة الفرنسي لوران فيناتييه الذي يعمل مع منظمة سويسرية غير حكومية وأوقف في مطلع يونيو في روسيا بتهمة جمع معلومات عسكرية، في أوج التوتر بين موسكو والغرب بشأن الحرب في أوكرانيا.
وتنظر محكمة زاموسكفوريتسكي في موسكو في ملف الفرنسي الذي اتهمته السلطات بأنه لم يسجل نفسه بصفة “عميل أجنبي” وواصل جمع “معلومات في مجال الأنشطة العسكرية” يمكن أن تستخدم “ضد أمن” البلاد، ويواجه عقوبة السجن 5 أعوام.
وبموجب القانون الروسي، يتعيّن على أي شخص يجمع أو يشارك معلومات مرتبطة بأجهزة روسيا العسكرية أو الأمنية تسجيل نفسه لدى السلطات على أنه “عميل أجنبي”.
في السابق، أثار هذا الاتهام مخاوف من تهمة أكثر خطورة، على سبيل المثال “التجسس”، وهي جريمة يعاقب عليها بالسجن لمدة 20 عاما.
تأتي هذه القضية في وقت تتصاعد فيه التوترات بين موسكو وباريس، إذ تواجه روسيا اتهامات بالقيام بسلسلة أعمال زعزعة الاستقرار والتضليل في فرنسا، بينما تتعرض باريس لانتقادات بسبب دعمها المتزايد لأوكرانيا.
وأقر فيناتييه في جلسات سابقة في المحكمة بأنه لم يسجل نفسه “كعميل أجنبي”. وفي مطلع يونيو بعيد توقيفه قال خلال جلسة المحكمة التي قررت وضعه قيد الحجز الاحتياطي إنه لم يكن على علم بأن القانون الروسي ينص على قيامه بهذا الأمر.
وسبق أن استخدمت روسيا اتهامات “العملاء الأجانب” لتوقيف الأشخاص قبل توجيه تهم أخطر لهم. واستُخدم القانون بشكل متكرر لاستهداف الروس ومعارضي الكرملين محليا أكثر من المواطنين الأجانب.
وقالت أجهزة الأمن الروسية (FSB) في بيان لها في مطلع يوليو إن المتهم أقام “اتصالات عديدة” مع خبراء سياسيين واقتصاديين وخبراء عسكريين روس وكذلك مع موظفين رسميين.
وأوضح أنه “خلال تواصله مع هؤلاء الأشخاص، قام بشكل خاص بجمع معلومات عسكرية وعسكرية تقنية يمكن أن تستخدمها أجهزة خاصة أجنبية ضد أمن روسيا”.
وفيناتييه (48 عاما) مستشار لدى “مركز الحوار الإنساني” ومقره جنيف وهو باحث متخصص بالشأن الروسي وغيرها من الدول السوفيتية سابقا.
جهود دبلوماسية
بحسب وكالة وكالة فرانس برس الفرنسي الموقوف كان يعمل منذ سنوات على النزاع بين أوكرانيا وروسيا حتى قبل الهجوم الروسي في فبراير 2022 في إطار جهود دبلوماسية موازية للدول بعيدا عن الأضواء.
وقال المركز الذي يعمل فيه، مركز الحوار الإنساني، في يونيو إنه يبذل “كل ما في وسعه لمساعدة” لوران فيناتييه الذي “يعيش في سويسرا ويسافر بانتظام من أجل عمله”.
هو متزوج وأب لأربعة أطفال، وهو رهن الحجز الاحتياطي وقد طلب عدة مرات وضعه في الإقامة الجبرية للتأكد من أنه لا ينوي الفرار من البلاد. لكن القضاء الروسي رفض طلباته.
وقال خلال جلسة استماع في مطلع يوليو “لقد أردت على الدوام، ضمن عملي، أن أقدم بشكل مناسب مصالح روسيا في العلاقات الدولية”.
وأضاف “أنا أحب روسيا، وزوجتي روسية، وحياتي مرتبطة بروسيا”.
ويفيد بيان على موقع “مركز الحوار الإنساني” بأنه “يعمل لمنع وحل النزاعات المسلحة حول العالم عبر الوساطة والدبلوماسية السريّة”.
في السنوات الماضية، تم اعتقال العديد من الغربيين وخاصة أميركيين، في روسيا واستهدافهم بتهم خطيرة.
في 1 أغسطس قام الغرب وروسيا بأكبر عملية تبادل سجناء منذ انتهاء الحرب الباردة وبينهم الصحفي الأمريكي إيفان غيرشكوفيتش والعنصر السابق في البحرية بول ويلان اللذان أفرجت عنهما موسكو.