“الهوية البصرية الوطنية الترويجية العمانية” بقلم إسحاق بن يوسف الحارثي
بداية نقدر الجهد الكبير الذي بذل من قبل جميع القائمين على مشروع الهوية الوطنية الترويجية لسلطنة عُمان لأجل الخروج لاختيار هوية بصرية تعبر عن القيم والأصالة الوطنية العمانية في قالب ترويجي يخدم المرحلة المقبلة من التاريخ والعهد المتجدد لسلطنة عُمان لاختيار الهوية الوطنية الترويجية لسلطنة عُمان وهذا ينم عن مشروع وطني مستدام يخدم جميع القطاعات العمانية من خلال هوية وطنية تسويقية ترويجية موحدة.
لا نقلل من تلك الجهود الكبيرة والعمل المضني الذي صاحب ذلك المشروع وكل الشكر والتقدير والاحترام لكافة الجهود المبذولة للارتقاء بسمعة الوطن ولإظهاره بالمنظر الحضاري الإنساني الذي كما هو ينبغي أن يكون عليه من خلال مواكبة التطورات العالمية المتسارعة في هذا الجانب والتي تخدم رؤية عمان ٢٠٤٠ من خلال مشروع الهوية الوطنية البصرية لسلطنة عمان.
يعد إشراك المجتمع بكافة أطيافه في الاستفتاء من الجوانب الاستشرافية ومن الجوانب المهمة وتعزز ثقافة الرؤى المشتركة التي تنشدها رؤية عمان ٢٠٤٠ ولعل ما صاحب ذلك العمل المراحل التي خضعت لها تلك العملية من البحوث والاستشارات والمقابلات والاستبيانات والتحاليل الفنية بواسطة خبراء مختصين في هذا الجانب يعد من الخطوات الرئيسية والمهمة التي ارتكزت عليها خلاصة ما توصلت له من تصاميم.
يا حبذا لو تم الإعلان عن مسابقة وطنية عامة لقطاع الشباب من مختلف الجوانب يتاح للراغبين في المنافسة
بشروط معينة تضعها لجنة المشروع لتصميم شعار الهوية الوطنية البصرية كما هو الحال لتصميم باقي الشعارات وتكون هذه المسابقة تحت إشراف الجمعية العمانية للتصميم التي تم إشهارها عام ٢٠٢٣ ثم يتم اختيار ثلاثة تصاميم( كما هو عليه الحال الآن) مما يصلهم من تصاميم وتكون هناك لجنة مشتركة بين إدارة الهوية الوطنية البصرية والجمعية العمانية للتصميم ليتم التوافق على اختيار شعار يمثل الهوية وهذا في نفس الوقت يعد دعما لتمكين الشباب ولإبراز طاقاتهم وإمكانياتهم وخلق التنافس بينهم وتشجيعهم للإبداع.
بعد طرح التصاميم الثلاثة التي اختيرت للاستفتاء الإلكتروني يلاحظ أن هناك امتعاض و ملاحظات كثيرة في مختلف منصات ووسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية سطرتها شريحة مثقفة وفاهمة ولربما متخصصة في هذا الجانب ناهيك عن الأسماء المستعارة التي أبدت بآرائها ومشاركاتها وذهب البعض إلى وصفها بأنها أقرب إلى تصاميم الذكاء الاصطناعي والذي لربما له دور كبير في تجسيد تلك التصاميم بطريقة أو بأخرى وشبهها البعض بأنها قريبة إلى مجموعة فسيفساء وأشكال مع ألوان وزخارف هندسية تم وصفها بهوية بصرية وإعطائها الدلالات التي تشير وترمز للهوية الوطنية الترويجية من حيث التعبير والوصف أما من حيث التصاميم فقد يقول البعض أنها لا توحي إلى هوية وطنية متجذرة تدل على ما تشير إليه تعابير تلك الدلالات وعما جسدته تلك التصاميم الثلاثة وطمس للإرث القومي العماني.
نأمل من الجهة القائمة على ذلك المشروع الكبير أن تتم مراجعة تلك الشعارات قبل اعتمادها وأن تعاد صيغة تصميمها بما يخدم الاستدامة وترسيخ مفهوم الهوية الوطنية الترويجية التسويقية على شكل بصري يوحي حينما يقع بين يديك أنه يدل على إرث وطني مكتسب من تاريخ مجيد سطر على مدى طيلة السنوات الماضية بأيدي وطنية عمانية وتروج للسلطنة على مدار الرؤية المستقبلية لسلطنة عمان.